المقالات

من ينشر الفِتَن والرزيلة في منطقتنا؟!


د. إسماعيل النجار ||

 

أميركا لا زالت تُمعِن بنشر الفِتَن والرزيلة وكل ما يحصل في منطقتنا سلماً أو حرب هوَ بتوجيه منها ولأهداف دنيئَة،

هيَ الشيطان الأكبر والطاغوت الظالم إنها الولايات المتحدة الأميركية فَمَن أرادَ مواجهتها ومحاربتها قولاً وفعلاً فإنه يحتاج إلى قناعة بالسير على طريق ذات الشوكة، والتنازل عن الإمتيازات والمناصب، حتى إنكَ ربما تضطر أن تبتعد عن أصدقاء وعن الترف والرفاهية،

إن مَن يريد أن يُهَيِّئ نفسهُ لإعلان الحرب عليها فإنه يجب أن يكون مستعداً لأن يواجه العُزلة وأعداءً كُثُر،

إنها الدولة التي تختزن في أعماقها دولة أخرى هيَ مَن تُقَرر وترسم سياسة العالم الجديد من خلف الستار ولديها الإمكانيات الكبيرة لكي تُحَدِد مَن يعيش بسلام ومَن يموت اليوم ومَن يجب أن يموت غداً،

تُشَكِلُ إسرائيل في منطقتنا على أرض فلسطين أكبر وأضخم قاعدة عسكرية أميركية في العالم، لم يسبق إن كانَ لدولةٍ مآ قاعدة عسكرية بهذا الحجم، تُستَخدَم كعصا غليطة لتأديب المعارضين لسياسة واشنطن،

كما تمتلك أميركا إمكانية فتح معركة في أي مكان في العالم ووقف إطلاق النار أيضاً والإستيلاء على أرض الغير وثرواته والمساومة عليها،

الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تدفع من جيبها شيء إن حاربت وإن دعمت وإن سالمَت،

لاحظوا ما يجري اليوم في منطقتنا، واشنطن أمرت صدام ان يشن حرباً على إيران ففعلها، طلبت من السعودية واطرافها ان يعلنوا إيران عدو ودولة راعية للإرهاب، فعلوا بلا تردد، اليوم تجري مفاوضات صلح وسلام بين الرياض وطهران أميركا ليست بعيدة عنها، كيف لا وهي التي تفاوض طهران بالوساطة لتبادل السجناء وحل مسألة الملف النووي،

التسوية بين صنعاء والرياض تجري بوساطة عُمانية مُزكاة أميركياً، وتهدف الى تحييد اليمن عن أي حرب قادمة وضمان أمن باب المندب من خلال تقييدها بالإتفاقيات،

أميركا التي فككت الإتحاد السوفياتي العدو الأكبر لها تحاول اليوم تفكيك منظمة شنغهاي وبريكس من خلال زرع الإمارات والسعودية فيهما كلغم يفجر في المستقبل ويفتت المنظمتين وتحديداً شانغهاي،

نحن العرب والدول الإسلامية لسنا سوى حجارة ترشق اميركا وروسيا والصين بعضها البعض بنا ويتقاتلون فينا على ثرواننا،

نحنُ أُمَّة لا نملك إرادتنا ولا نمتلك ثروتنا، نحارب بعضنا البعض لأجل امريكا نقتل أهلنا ونظلم مستضعفينا لأجل أمريكا، نتهم المقاومة بالإرهاب لأجل أمريكا، إن كل ما لدينا من مشاكل وحروب وفِتَن واقتتال كلهُ من أمريكا ولا زال حكام العرب يقدمون الطاعة لها من دون تردد أو تفكير،

متى سنستطيع العيش في وطن بلا مذاهب، ومتى سنكون مواطنين غير منهوبين، وإلى أي عصر سنستمر بالصبر ونغط بالنوم العميق؟، أما آن الأوان أن يعي شعبنا أن أميركا تريد فنائنا وسرقة ثرواتنا وتحويل مَن سسيتبقى منا لعبيد؟

المسألة تحتاج تفكير وَوعي وتواضع وزُهد وترك حب الدنيا حتى نتمكن أن نمييز بين الملاك والشيطان،

 

بيروت في...

            25/9/2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك