المقالات

المُختلفون و(العزيزة ديمقراطية).. !


ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||

 

غالبا ما يتردد على ألسُن الناس القول الشائع (الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية)، وهي تأكيد على أن الإختلاف في الرأي وتباين وجهات النظر هي ظاهرة صحية في أي مجتمع مُتحضر ويتخذ من القانون إسلوبا لتنيظم الحياة حتى تستقيم لكن ما يحدث في بلدنا هو العكس تماما ..

وهذا القول الشائع كان يُعمل به كثيرا في مفاصل الحياة الإجتماعية والإنسانية في العراق في زمن ما، وتحديدا قبل حضور ضيفتنا العزيزة (الديمقراطية)، إذ كان الناس بشكل عام تجمعهم العهود والمواثيق ولا تفرقهم قضية ما إجتمع العقلاء على حلها .. فالمحبة غالبا ما كانت هي السائدة بينهم .. والجار كان يحب جاره ولطالما يصفه بجار السرور .. والمُعلم كان صادقا في مهنته .. والبقَّال يخاف الله في معاملته مع الزبائن .. والطبيب يصون شرف المهنة .. وكانوا شعوبا وقبائلا تعارفوا وتحابوا، وقضاياهم ومصيرهم كلها واحدة تحت خيمة الوطن وحب المواطنة ..

وحينما زحفت علينا (الديمقراطية)،  ودخلت بيوتنا عبر أدواتها وخطاباتها تقلَّب بنا الحال وتغيرت أهواءنا، وإختلفت أمزجتنا وقضاينا .. فأفسدت علينا الحياة والود نادرا ما تجده عند الآخرين بسبب مغانم الحياة .. وسلوك الأنظمة التي تعمل تحت منظومة (الديمقراطية) المشوهة، إذ تجد المجتمع قد غلب عليه أهواء الدُنيا والمتخاصمون فيه صاروا كثيرون .. وصرنا نجد في السجون أغرب حكايات الإجرام كقضايا القتل والنصب والإحتيال والسرقات والمخدرات وصرنا نسمع كيف ان أب يقتل ابنه وآخر يبيع أبنته والقائمة تطول بذكر أشياء أخرى لا تعد ولا تحصى .. والمحاكم على مختلف تخصاصتها صارت اروقتها تحتضن دعاوى  لم نكن نسمع بها من قبل (الديمقراطية)، أما دعاوى الطلاق والتفريق أفسدت الود بين  الناس وتفرقت  الأسر .. 

أما عن الواجهات في المجتمع غير المنضبطة فقد تكاثرت، وصار كل من موقعه يغني على ليلاه من دون أن تعير أي واجهة أهمية للقانون وحرمة للنظام والسلطة ..

وفيما يخص سَير العمل في مفاصل الدولة فقد تعددت فيها الإتلافات والجماعات وكثرت إختلافتها وخلافتها فإختلت موازين الحباة  وقِيمَها حتى صار الناس لا يميزون بين الخير  والشر وقلَّ صوت الحق وساد قول الباطل، وإختفت المساواة في الحقوق والواجبات، وباسم (الديمقراطية) زادت نسب الفقر والحرمان وإنسرقت الدوله .. ولم يتبق لدينا غير أسماءنا التي تميز بعضنا عن البعض الآخر وهي مجرد اسماء فقط للتعريف، وقلَّ معها هي الأخرى الألفة والرحمة  في المجتمع ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك