المقالات

هل حدث معكم ما حدث لي مع تاريخي ؟!


 

ملك الإمارة ||

 

خرجت اليوم إلى منطقتي القديمة .. ذات الرائحة البغدادية العطرة .. عطرها ينافس النوعيات الرائجة في باريس .. حيطانها تحكي قصصا مختلفة .

 ابو كرار بائع الخضروات في بدايته .. وسطها دكاكين صغيرة تحييها حكاوي وجلسات العجائز .. ونهايته التي اسكن فيها محال الأطعمة الشعبية.

منطقتي غنية بالتاريخ .. أخرجت للعالم مختلف الشخصيات .. مثل جمولي اللاعب الدولي .. ومجبل فرطوس ..والكشافة اشهر ملاعب بغداد .. والبلاط الملكي سابقا .

فيها اشهر القصور و الذي  أصبح معلما تضرب به الامثال... وهو قصر شعشوع ..

وفيها حاليا كلية التربية ومعهد الفنون الجميلة ومسرح الطليعة.

واذا بسطت رحالك في الشارع العام منها .. فتجد مطعم ابو عمر  ابو الكبة..  ومطعم احمد المشهور بأكلة ( باگلة بالدهون) .. وافران الصمدي الي تصنع اطيب واحن كعك ..وأسواق الحاج الحسن المشهورة بقيمر العرب .

كل هذا التاريخ لكن امي وحدها هي ( عگد)وتعني محلة أو منطقة  .. مانسميه نحن البغادة اي أهل بغداد القدماء .. يحتوي على معالم وإثارة لايمكن محوها ابدا.

وانا اسير في منطقتي بعد فراق حوالي سنتين .. اضعت امي !! 

نعم لاتستغربوا .. اضعتها واكملت مسيري وانا في قمة الحنين لأيامي الخالية.

بدون أي شعور بدأت ابكي كاني طفلة .. 

لا اعرف اين اذهب يمنا أو شمالا..

في اي الدرابيين أجدها..وعند اي صديقاتها؟؟ 

امي كاغلب نضيراتها .. لاتطيق أن تحمل هاتفها معها!! وهنا هي الطامة العظمى.. فاتصلت بأحد أقاربها هناك فأجابني ابنه.. أنها خرجت قبل دقائق!! 

مر على فقدي لها عشرين دقيقة ..

لكنه بالنسبة لي دهرا ..نتيجة القلق والتوتر.

فبدأت اجوب المنطقة .. بحثا عنها .. 

وصلت إلى بيت ام فلان لم اجدها .. والأخرى كذلك حتى بدأت أشعر بالوهن والتعب .. الفكري لا الجسدي .

حيث بدأت الأفكار التي تراودني عجيبة..

تارة افكر أنها سقطت مغشيا عليها نتيجة ارتفاع السكر.. أو أنها تعثرت في مكان ما واذت قدمها .. وآخرها أن أحدا اختطفها .. وهي طبعا من نسج الشياطين في عقلي .

باتت ساقاي لاتحملني على المسير .. وقفت مستندة على إحدى السيارات في شارع ما.. فاصطدمت بواقع مرير .. 

اعوذ بالله منه أن يأتيني..

كيف ساعيش؟ وكيف اصل الى بيت جدي الذي يبعد عن مكان وقوفي ٣ دقائق سيرا على الاقدام؟؟ 

عذرا لا استطيع التفكير فيه يارب !!

بسري دعوت بدعوتها المشهورة ( بجاه ام البنين رجعلياها ترة گلبي حيطگ .. طمني عليها يارب ) ..

ماهي الا ثواني معدودات حتى تذكرت أن اتصل باقاربها الآخر .. فإذا بها هي ترد علي ؛ لم استطع أن اتمالك دموعي التي أصبحت كسيول ليبيا .. اجتاحت أخاديد وجهي.. واحرقتها بنار قلبي الذي كاد أن ينفجر كبراكين اندونيسيا.. 

فلم استطع أن أتحدث بكلمة واحدة.. وما أن اطمئننت عليها حتى سكن روعي ..

فغطيت وجهي بحجابي وحاولت ان اسير إلى بيت جدي .. وكل خطواتي تتحدث مع تلك المعجزة ام البنين .

انا على يقين أن ماحدث معي لا أحسد عليه.. فهل مررتم بهذه التجربة؟

شكرا ياالله بحجم حبي لامي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك