المقالات

الأحزاب السياسية ما بعد ٢٠٠٣م ، و الأمل بالمثقف ألواعي

1090 2023-09-11

...  كندي الزهيري ||

 

العمل السياسي فن بكل ما تعني الكلمة من معنا، من لا يعرف كيف يستخدمه ،بلا شك سيكون مستخدم . بعد سقوط نظرية الحزب الأوحد (المتسلط)، أنتجت لنا سنة ٢٠٠٣م فصاعدًا ، أنموذجا وهو ( خليط بين الأحزاب المعارضة ما قبل ٢٠٠٣م ، وما جاء بعدها ) ، بطبيعة الأمر هناك اختلاف واضح في أيدلوجية العمل السياسي ليس هذا السبب فقط ، إنما واجهت العملية السياسية والأحزاب السياسية عدة تحديات منها : 

١_ تحديات قبولا لفكرها السياسي (أي تسويقه) للجمهور من خلال البرامج .

 ٢_ضعف بصيرة الماكنة الإعلام للأحزاب السياسية جعلت منهم مجموعة بلا فائدة للكثير منهم .

 ٣_ انعدام تخطيط واقعي يعطى لأصحاب الاختصاص ،أنما أصبحت الأحزاب السياسية تعمل بمبدأ الاجتهاد الشخصي .

 ٤_ انعدام رؤية واضحة لمواجهة التحديات بكافة أشكالها ،حتى قيل بأن هذه الأحزاب ما هي إلا ادوات تنفيذ !، وهناك من يخطط لهم .

 ٥_ الصراعات الجانبية ومنها :

 •صراعات داخلية : نشاهد بأن الحزب الواحد يتصارع فيمًا بينهم من أجل مناصب أو (ألأنا)على حساب فكر المشروع السياسي .

 •صراعات خارجية : وهي صراعات بين الأحزاب السياسية ،اكثرها صراعات يصفها الكثير بأنها صراعات(ألكعكة) وليست من أجل مصير الأمة .

 ٦_ وقعت الأحزاب السياسية في الفخ الأمريكية ، وهو عزلها عن الجَمهور ، حيث أصبح الجَمهور في واد والأحزاب في واد آخر ، مما ساعد الأمريكي على إفراغ الساحة من العمل السياسي المؤثر ، فأصبحا لاعب الأوحد في الميدان.                                                          ٧_ تتعامل الأحزاب السياسية على مبدأ (الفعل ورد الفعل) ، وهذا ما نشاهده في الكثير من الخطابات ما هي إلا ردات فعل وليست خطابات أصحاب سياسة وحكم . المصيبة الكبرى في الأحزاب السياسية عامة ، أصبحت مكاتب (للدوام اليومي فقط ) ، فقدت البوصلة التي نشأت عليها الكثير من الأحزاب ، ولا ننسى بأن ما نشاهده من حجم وكمية الأحزاب ، يدل بأن هؤلاء يرون بأن "الأحزاب" مورد مادي وسيطرة وقوة ؟ ، ولا يرون بأن الأحزاب السياسية فكر مؤثر في حركة ونهضة الأمة . اليوم على المثقفين وأصحاب الرأي ، حتى أولاءك الذين تم إبعادهم من قبل "حواشي رئيس الحزب “ يجب أن يعودوا لممارسة العمل السياسي ، وإرجاع الأحزاب السياسية الحقيقية ، إلى الأتجاه الصحيح الذي نشأت لأجلة. وأننا نرى الكثير من الأحزاب ما هي إلا أدوات ودكاكين لشراء الذمم ، وبائعين مواقف ، و الازدواجية في تحركاتها ... كيف نرى مستقبل عظيمًا ، ونحن نشاهد السياسي وحزبه ذليل على أبواب بعض الدول ، من أجل حفنة من المال السحت !. ولا ننسى بأن هناك بعض الأحزاب ، كان لها دور بارز في إفشال مخططات المحتل الأميركي ، لكن وبسبب سوء التخطيط الإعلامي ، وقوة الإعلام المضاد أفقدتها  زمام الأمور . اليوم العالم يتجه إلى مرحلة متقدمة من التغير ، الذي لا يكون معه (قطب واحد )، عالم متعدد الأقطاب ، تحتاج هذه المرحلة إلى فكر سياسي واعِ ، مخطط ومدرك لمحيطه ، ويجيد أختيار أدوات ذات فكر وصلابة موقف ، وأصحاب همم عالية ، يعرفون هدفهم ويشعرون بتطلعات أمتهم ، يسعون على تحقيقها بكل صدقًا شفافية ، يثق فيهم الجَمهور ، إذا كان ذلك سلمت سفننا ونجونا. لا يليق بالمثقفين أن يأخذوا دور  ال(متفرج) ، في حين الآخرين يعملون على تخلفنا وتأخرنا عن الأمم بكل جدية ، الذين يخدرون الأمة بخطاباتهم التي يكتبها بعض ضعفاء النفوس ... إن القبول بالأمر الواقع و الرضوخ له ، ما هي إلا جريمة كبرى ،يتحمل أبعادها الأمة والمثقفين والطبقة السياسية . أن الرِّهان الأمة على الطبقة الواعية المثقفة ، يجعل منها   أمام مسؤولية عظيمة ، فأنتم أملهم ينظرون اليكم بمنظور المقتدر ، فلا يحق لاحدًا منكم أن يتقاعس في واجبة . فمن المعيب على المثقفين ، يرون بأن مصيرا بلادهم ذاهب إلى المجهول ، وثرواته مسلوبة من قبل السفارات لا سيما السفارات الأجنبية (الصهيو أمريكية)، التي ترى بأن أبعاد المثقفين أصحاب الوعِ والعقيدة  ؛ هي من أهم العوامل أدامت سيطرتهم وفرض قراراتهم . أما حان الوقت لمساندة الحق ونصرته ، وإخراج الباطل وفاعله . أن لم تقم أنت أيها المثقف الواعِ بواجبك أتجاه قضايا الأمة ومصيرها ، فمن يقوم بهذا الدور ، بلا شك الجهلة وأصحاب الدكاكين ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك