المقالات

تصاعد ظاهرة الطلاق في العراق


زمزم العمران ||

 

قال تعالى : ( ومن أياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمةً ان في ذلك لأيات لقوم يتفكرون )

أحد التحديات التي تواجه المجتمع، في السنوات الأخيرة هي ظاهرة الطلاق في العراق ، معززين الأسباب في الزواج المبكر وانتشار الفقر والبطالة وسوء استخدام الانترنت وأسباب كثيرة أخرى .

وقد يكون أسباب الطلاق تافهة ، نتيجة المشاكل الطارئة ، الا أن الجهل بالاخر وعدم الإلتزام بالحدود الشخصية وقلة الوعي والثقافة بالحياة قد تحوله إلى قضية كبيرة لاحل لها فيلجأ كلا الطرفين اخيراً إلى الطلاق .

وبحسب اخر احصائية رسمية لمجلس القضاء الأعلى العراقي نهاية (يونيو/ حزيران الماضي) ، ارتفعت معدلات الطلاق في مختلف المدن العراقية بواقع 6330 حالة طلاق، منها 4.660حالة تصديق لطلاق خارجي و 1.670تفريقاً بحكم قضائي ، مايعني ان 9 حالات طلاق تحدث في الساعة الواحدة بواقع 211 حالة في اليوم ، ماعدا الحالات التي لايتم تسجيلها التي تحدث في القرى والارياف خاصة ، يجري فيها الزواج والطلاق خارج المحكمة مع شديد الاسف ،وتصدرت العاصمة بغداد المرتبة الأولى من ناحية عدد حالات الطلاق ، تليها البصرة ونينوى والانبار وديالى .

هناك العديد من حالات الطلاق ، سببها الخيانة الزوجية لكلا الطرفين أو مواقع التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها، والمسلسلات المدسوسة الفكر التي غالبا ماتشجع على تفكيك الأسر ، وبعد ان يكتشف الزوج خيانة زوجته يرفع دعوة للتفريق عن زوجته ويقدم إلى القاضي براهين وادلة تدين الزوجة مثل صور محادثات بين الزوجة وعشيقها وغيرها ، خاصة أن هذه الخطوة تخدم الزوج من ناحية التخلص من دفع النفقة ومؤخر الصداق أو ليأخذ حضانة الاطفال من الزوجة.

الابناء هم ضحية هذا الطلاق فهم أول المتأثرين به ، فيضيع الابناء بين الاب والام بالاضافة إلى المشاكل النفسية التي تتشكل لديهم ، والتي من الممكن عدم التخلص منها مهما بلغوا من العمر وستبقى اثار تلك المشاكل عالقة بهم ، وتبقى المرأة هي الاكثر خسارة في مجتمع يلقي بالذنب على عاتقها ، حتى في حال لم تكن هي السبب ، لانها تفتقر إلى الاستقلال المادي والاجتماعي الذي يضعها تحت ضغوط كبيرة وتجبر على تحمل ظروف فوق طاقتها .

تقول نهى ذات (23) عام ، لم تمضي سوى سبعة أيام على زواجنا حتى أعادني زوجي إلى بيت أهلي ، رافضا الاستمرار معي واخبر والدي انه يريد الانفصال عني بسبب أصابتي بمرض الصدفية ، وقد اصر على تسريع اجراءات الطلاق تتابع قائلة لقد عدت إلى بيت اهلي احمل لقب مطلقة !!

وفي الختام ندعوا الجهات المختصة إلى أقامة مؤتمرات أو دورات تثقيفية ،يشارك فيها علماء نفس واجتماع وقانون واعلاميون ورجال دين لوضع أستراتيجية تقوم بتشخيص أسباب هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع العراقي ، وقد تكون اسباب اسرية مثل تدخل الاهل بين الزوجين ، أو اسباب اجتماعية كتوضيح مخاطر الزواج المبكر ، أو اسباب ثقافية كضعف معلومات الزوجين حول الحقوق والواجبات ، أو أسباب إعلامية كسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك