المقالات

ثقافة البغضاء والكراهية...


 

 الشيخ محمد رضا الساعدي ||

 

قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ).

من الثقافات المدمرة التي انتشرت كثيرا في مجتمعاتنا المعاصرة ثقافة التباغض والتعادي بين أفراد المجتمع ، فأصبح الناس يتعادون ويتباغضون لاتفه الاسباب واخفها خصوصا تلك الاسباب المتعلقة بأمور دنيوية كالمال والجاه والشهرة،بل أصبح البعض يتربص باخيه الدوائر لكي ينتهز فرصت زرع الكراهية تجاهه وتسقيطه من أعين الناس بشتى الطرق ترسيخا منه لثقافة الكراهية التي يحملها تجاهه ،بل يصل الحال احيانا إلى كره وبعض من لا نعرفهم وليست لنا صلة بهم لا لشي وإنما اعتقادا منا انهم يدمرون مصالحنا مستقبلا وياخذون دورا في الحياة اكثر منها او غيرها من تفاهات التفكير. 

وهذا ما رايته صريحا في مجتمعنا العراقي مؤخرا خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي من التسقيط والتشهير والسخرية والتشفي والشماته بكل من يظهر عليه مؤشر سلبي بل على من يقوم بدور ايجابي احيانا. 

وهذه الثقافة المعاكسة ماهي إلا ارساء لمعالم ارادة الشيطان الذي يسعى لنشر العداوة والبغضاء والنتاحر في المجتمع لكي يحقق مأربه في نشر المحرمات والفواحش في الذين امنوا . 

مستغلا الغفلة والاقبال على الدنيا وغياب الوعي والنصح ونسيان الهدف والغايةمن الخلق .

فيمد بذلك شركه لكي يصنع مجتمع من المتباغضين والحاقدين والفحاشين .

ويمسخ بذلك قيم السماء التي تدعونا إلى ارساء التسامح والتاخي والحمل على محمل الخير والستر للعورات وتمني الخير للناس وان نحب لهم ما نحب لانفسنا ونكره لهم ما نكره لها.

فالله يأمر بالعدل والإحسان وصلة الرحم وايتاء ذي القربى والمواساة في المصيبة وعدم الشماته ...الخ 

وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي والحسد والاستهزاء والسخرية...الخ .

والقران والروايات الواردة عن النبي وآله حافلة بهذا المعنى ومفصلة لهذا المبدا .

فهنا الانسان امام خيارين اما ان يتخذ طريق الحق سبيلا فيعيش هو ومجتمعه بسلم وأمن وخير وحب ...والذي يفضي إلى الجنة والرضوان.

وأما ان يتخذ الشيطان اماما فيهديه إلى البغض والحسد والتباغض والكراهية التي مصيرها الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.

والذي لاحظته مؤخرا هو الذي دعاني إلى هذا المقال من أن أكثر من ١٢٥ الف شكوى من المجتمع على أصحاب المحتوى الهابط خلال شهر بالرغم من أن هولاء المشتكين يتابعونهم سرا  ولكن يشتكون علنا ...

فهولاء الهابطون هم مثال سوء وأعوان لطريق ابليس من خلال بث ما يشيع الفاحشة في الذين آمنوا،ولكن من يتابعهم أيضا هو مذنب ومشيع لطريق ابليس عندما يكثر مشاهداتهم سرا ويشتكي علنا، ولو قاطعهم او نهاهم لكان اجدى من الشكوى عليهم فقط بالرغم من أن الشكوى عليهم مهمة لردعهم ولكنها اخر الحلول فرضا.

فاختار المجتمع ثقافة البغض والعداء كاسلوب وحيد للحل متناسيا للدعوى القرآنية التي تجعل الحل السلمي قبل الحل الصدامي كما قال تعالى (ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك