المقالات

قلم مالح..مجتمع الأربعينية..!


حسن الربيعي ||

 

مساكم الله بالخير..

ما يحدث داخل مسيرة الزيارة الأربعينية تعجز العقول عن إدراكه وتفسيره، لوجود قوة أكبر من القدرات الطبيعية للإنسان تتكفل بتنظيم هذه المسيرة وتنميتها وتوسيعها، متمثلة باللطف الإلهي، ورعاية صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عليه السلام، وكل زائر ومشارك ينهل من هذا اللطف، والرعاية بحسب استحقاقه وسعيه.

وفي السنوات الأخيرة بدأت ملامح مجتمع الأربعينية تنمو وتظهر بوضوح، ورغم التفاوت الثقافي بين الأفراد ومجتمعاتهم الطبيعية التي يعيشون فيها، إلا أن القيم الإسلامية والعادات والتقاليد تتقارب وتندمج عند دخول الزائر في مجتمع الأربعينية، وتظهر صفات مشتركة كالتعايش السلمي والانسجام المجتمعي والتخادم والتواضع والمحبة، وبناء العلاقات بيسر ووئام، ولا يضر هذه المسيرة وجود بعض الشاذين عن قاعدتها، الساعين لتعكير صفو الحياة داخل مجتمع الأربعينية، وهؤلاء يضرون أنفسهم قبل غيرهم، مع ذلك لابد من إيجاد علاج لهذه الحالات والأشخاص الذين يضايقهم وجود الزائرين من دول أُخرى ، وخصوصاً إخواننا وأحباءنا من زوار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذين يضيفون نكهة خاصة للزيارة، فأغلب الزوار الإيرانيين يحملون سمات روحية تعزز روحانية مجتمع الأربعينية، ويمكننا أن نعد المتضايقين مرضى أو متوهمين أو مغرر بهم، ونعمل على معالجتهم وتربيتهم بما يؤهلهم للإندماج مع هذه الظاهرة الإلهية، فهؤلاء اما متأثرين بنظام التفاهات ويحبون الظهور (الطشة)، أو متأثرين بأفكار شاذة يسوقها الأعداء والاستكبار العالمي، أو جهلة

 لا يعرفون ما الذي تعنيه هذه الزيارة وماذا يعني أن نسهم بتوسيعها، ليفرح بها المحب، ويتألم منها المبغض. فهذه الزيارة كسفينة نبي الله نوح عليه السلام، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، فكيف سيكون حال من حاربها وضايق زوار الامام الحسين عليه السلام، ألم يقرؤا التاريخ البعيد منه والقريب، وآخره ما حصل مع النظام العفلقي الصدامي، هذا النظام حارب زوار الإمام الحسين عليه السلام بوسائله الإجرامية التعسفية ومارس الظلم والجور بحقهم، لكن نهايته كانت السقوط والخذلان، اما الزيارة فهي تتوسع وتتطور على الدوام، (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ).

في (مجتمع الأربعينية) الإمام الحسين يجمعنا ويوحدنا، والإمام المهدي يقودنا ويوجهنا، وليكن هذا إنموذجاً إسلامياً نقدمه للعالم؛ لبناء الإنسان الحضاري المجسِد للتعايش السلمي، والمحب للعدل والتسامح قولاً وفعلاً. ولنعمل على توسيعه جغرافياً، واستمراره على مدار السنة. والله الموفق والمعين.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اصحاب الحسين وأنصاره واتباعه وشيعته ومحبيه إلى يوم الدين.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك