المقالات

بعض من ما جرى..!


 

رياض سعد ||

 

كانت الاخبار تأتي كالصواعق , والشائعات تنتشر بين الاغلبية العراقية كسرعة البرق ؛  ابتداءً  بقصص قصر النهاية المرعبة وابو طبر ؛ وصولا  لحوادث السير الغامضة والجثث الملقاة في الاماكن المهجورة او على جانب طريقٍ ما , و انتهاءا  بالمقابر الجماعية وحفلات التعذيب وفرق الاعدامات  ... 

حكايات وفاة المعتقلين تحت التعذيب وتعرضهم لصنوف العذاب الرهيبة والتي لا تقوى الجبال الرواسي على حملها  ؛ اصبحت حديث الناس ؛ ناهيك عن المشاهد اليومية لمئات المجانين الذين يجوبون مناطق الاغلبية العراقية والذين اصيبوا  ب لوثات عقلية وبأمراض عصابية مُزمِنة بسبب التعذيب وكان منهم اساتذة وشخصيات اجتماعية مرموقة ... , وكانت تمر علينا يوميا احاديث و  استغاثات  أهالي المعتقلين واصدقائهم  وهم يحكون صدماتهم وذهولهم المُقبِض من آثار ما رأوه على ذويهم  واقربائهم في الزيارات الخاطفة المرتبكة، أو ممّا سرّبه لهم  رجل امن  ما ؛  ليظلّ السؤال القاسي يُعربد في العقول وقتذاك : ما الهدف من وراء ما يجري للمعتقلين السياسيين  والسجناء العراقيين في  العراق ؟!

وعلى الرغم من شدة العذاب والامه وتردي الاوضاع الصحية للمعتقلين ؛ لم يكن بالإمكان السماح لهم بالشكوى او الطلب من الجلاوزة بتخفيف دورات العذاب او تحسين نوعية الغذاء القليل , اذ كل من تسول له نفسه الشكوى من هذا الجحيم الصدامي يتعرض للعذاب المضاعف واحيانا للموت الزؤام . 

حكايات مؤلمة وقصص رهيبة تراكمت عبر العقود الثمانية العجاف  ؛  ابتداءً من الاحتلال الانكليزي وحكومات الفئة الهجينة الملكية,  و مرورًا  بالحكم  العارفي الطائفي المقيت , وانتهاءا بالحكم البعثي التكريتي الصدامي الاجرامي ، و إذا استدعينا بعض ملامحها  المنكوسة فيمكنك أن تمسك طرف إطار الصورة المُخيفة التي لا زالت تتوارى خلف حُجُب الاستبداد والقهر والفقر والاقصاء والتهميش والتجهيل ... الخ ، وسيكون من حقّك - آنئذٍ- أن تتوقّع إمكانية معرفتنا بحقيقة بعضٍ ممّا جرى في تلك السنوات الرهيبة والعقود السوداء ... ؛ واليك رسالة عراقي اصيل كان قابعا في احدى معتقلات الفئة الهجينة والطغمة الصدامية توضح لنا جزءا يسيرا من الحقائق المغيبة  وقد كتبها على احدى جدران زنازين سجن ( ابو غريب )  قبل اعدامه : (( انا لا اخاف من الضرب والتعذيب ,

اذ طالما خدرت اعضائي من شدة الضرب والتعذيب , ولا اهاب الموت فاني ذاهب الى رب كريم حيث التحق بإخواني الاعزاء حسين وكرار ومحمد , لكني لا ارغب في ان اموت بين هؤلاء المجرمين , اريد بعد هذا العذاب ان اعود الى المعتقل في الرضوانية  واسلم الروح بين السجناء المظلومين والاحرار المعتقلين , فالموت بينهم سهل , ويخيل الي انه سيكون مريحا بعد رحلة العذاب الطويلة , اشارك الذين ينازعون الموت مثلي لشدة التعذيب , اريد ان اختلط بهم وان اموت معهم في احدى زوايا الرضوانية )) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك