المقالات

الوطن ليس بخير !!

1566 2023-08-29

 

زيد الحسن ||

 

عدم الرضا والاعتراض المستمر على قادة البلد شيء ، والمحافظة على البلد شيء أخر ، ان مايجري اليوم على الساحة العراقية يتطلب منا جميعاً التبصر جيداً ، وعدم الانجرار خلف الابواق التي تهدف لهدم البلد .

خلاص العراق من ظلم البعث ليس بالامر الهين ابداً لنفرط به بهذه السهولة ، ولايمكن ربط ماجرى بعد سقوط البعث بالحقبة السابقة ، ومن غير المنطق والمعقول ان هناك من يرغب بعودة العراق الى عبودية الحزب الواحد المستبد مهما كانت التضحيات ، ومن يعتقد ان العراق قد خسر فليراجع نفسه جيداً ويتذكر المرارة بفم اباءه والاجداد ، لم يكن العراقي سوى آلة تعمل من اجل بقاء النظام العفلقي وكان ارخص شيء هو المواطن ، فزج الشباب في الحروب كان بلا توقف .

ايها المعترض انا مثلك تماماً غير راضِ بما قدمته الطبقة السياسية للبلد ، بل اذهب اكثر منك ، لاني دائم الشكوى والتذمر من الجميع ، لكن اليوم علينا غض الطرف قليلا كي لا تذهب ريحنا ويعاود الاشرار وضع الاغلال في رقابنا من جديد ، علينا اليوم النظر الى الجوانب المشرقة في حياتنا وهي موجودة بالفعل رغم التقصير ، وبدليل أنني وأنت نتكلم بصوت عالِ و ننتقد ونرفض ونشير الى اماكن الخلل والتقصير ، وهذه لوحدها مغنمة وجانب مشرق وكبير ، هذه دلالة على اننا بالفعل بلد قد كسر قيود العبودية والذل ، انظر ياصديقي الى عائلتك الكريمة وشاهد بنفسك كيف ان اخوتك ينتمون الى تيارات مختلفة دون ان يكون بينهم عداء ، وهذا ايضا جانب مشرق .

تم كسر شوكة كل ظالم ، وتم القضاء على احلام البعض المريضة ، فلا تسمحوا ان يعاد الامر علينا مرتين ، دعونا نعيش بسلام فنحن لم نستشعر السلام والحرية والكرامة الا بعد ان سقط البعث المجرم الكافر ، وما قولي هذا حباً بالطبقة السياسية ابداً فهي تذهب وتأتي غيرها ، انما قولي هو حباً بالعراق واهله ، وتمسكاً بنظامنا الجديد ، هذا النظام الذي اخذ يضع الحجر الاساس لديموقراطية منشودة من الجميع ، فيها كل القواعد الاساسية لبناء البلد ، فلا تضيعوا هذه المغنمة وتجعلوا انفسكم ادوات بيد الشيطان .

من كان همه الاول والاخير هو العراق لاينظر الى شخوص واحزاب ، بل ينظر الى المجمل العام ، فما صعد فلان او علان وتسنم منصب الا بارادة وانتخاب المواطن ، والشعب وحده هو المسؤول عن وجود الغير مرغوب فيهم في السلطة ، ايها الاخوة العراق ليس بخير ان بقيت اقلامنا بعيدة عن كشف المارقين وبقيت مسلطة فقط على الاهمال والتقصير ، ارجوكم حافظوا على العراق فهو ليس بخير ابداً .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك