المقالات

الحجاب طاعة وليس قناعة..!


 

كوثر العزاوي ||

 

الحجاب في المصطلح الديني معناه ستر المرأة لجميع بدنها عدا الوجه والكفين كما يجب ستر الزينة الظاهرة عن الرجال من غير المحارم، فكلمة "يجب" واضحة لكل ذي عقل بأنها إحدى واجبات الشريعة الإسلامية، والحجاب موجود في الشرائع والأقوام السابقة قبل الإسلام، وقد أجمع المسلمون على وجوبه واستدلّوا عليه بالقرآن والسنة، وبعد هذا قد تأتي مسلمة وتقول:{ لم أتحجب لأني غير مقتنعة}! لابأس، ولكن إذا لم تتوصل المرأة إلى قناعة فهل يسقط الفرض عنها؟! الجواب واضح من أصل المعنى: "بأن الوجوب باق وتأثم من لا ترتدي الحجاب، وهذا حكمه حكم سائر الفرائض، وعدم الالتزام لا يسقط عنها الفرض، وما القناعة سوى ذريعة لتبرير عدم الطاعة والالتزام بضوابط الشربعة، وإلّا فإن الحجاب في الواقع يشكل امرا أساسيا في مظهر المرأة الخارجي إذ يدلّ على صفائها الداخلي ومعرفتها بدينها وطاعتها لأوامر ربها "عزوجل" فأذا اقتضت الضرورة نزولها إلى ساحة الحياة، فلايوجد هناك أجمل للمرأة من إسدال خمار الحياء والعفة، كما أنه بمثابة الدرع الذي يحميها من المتطفلين، وكلما زادت المرأة معرفةً بقيمتها عند الله سبحانه وتعالى والدور الذي أُنيط بها، زاد حياؤها والتزامها بما يُرضي ويُدني من خالقها الذي أكرمها أيّ كرامة! وحباها بالشرف والوقار، فلاتسمحي للنفس الأمارة بالسوء أن تغلبَك، ولاتعطي فرصة لأدوات الشيطان المتنوعة بإلغاء عقلك وطمس هويتكِ وسلبكِ قيَمكِ القائدة الرائدة دون النظر الى العواقب، بل تريثي في قبول ما يُعرَض عليك من عروض مغرية تحت عناوين حديثة، خرقاء المضمون جوفاء الجوهر، وكل ماوراءها هو تهديم بُنى القيم المُثلى بمعاول التمكين والجندر والمساواة والحرية وغير ذلك، فلا يسلبكِ بريقها البصر والبصيرة، ولايُذهِب هراؤهم بعقلك عن سِفر أمهاتنا الطاهرات اللواتي صنعنَ مجتمعاتِ الذوق والادب والحشمة بأدوات الفضيلة والأدب، وخرَّجنَ رجالًا بمعنى الكلمة فصار منهم القادة في الرجولة والغيرة والبطولة وغض البصر، فلا تتكبري على تلك الابجديات التي تحاول مؤسسات السفارة تشويهها لتجعل من"العيب والحرام" مفردات قديمة لاحياة فيها، وهو محض افتراء وجهل! والحق أنّ مدرستنا الأم هي تلك التي أنشأت جامعة القيم والمُثُل العليا التي تستقي من نبع "القرآن والعترة المطهرة" فكان ومايزال دخولها مجانًا لتُثبت نجاحها يوما بعد يوم وتفوّقها جيل بعد جيل على دوراتٍ وورشات محمومة الاهداف، وضِيعة النتائج، ممجوجة الثمار، في هذا الزمن المتهتّك!! ومن

هذا المنطلق، ينبغي عدم الاندفاع والانسياق دون تأمل، بل بإثبات رجاحة عقلكِ واتزانكِ وتوجيه بوصلة عين القلب لمثل مايقول الإمام الصادق "عليه السلام": {مع التثبُّت تكون السلامة، ومع العجلة تكون الندامة} والله تعالى قد وعد عباده وهو القائل:

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ  بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..}آل عمران١٩٥ 

ويعني ذلك كل عمل ثمرته الطهر والفضيلة والحلال. فتأمّلي أختاه!

 

١٢-صفر ١٤٤٥هج

٢٩-٨-٢٠٢٣م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك