المقالات

من استراتيجيات البعث التكريتي الهجين (3)


رياض سعد

ان الفئة الهجينة لها قدرة على حرف الألفاظ عن مضامينها ، والأسماء عن مسمياتها، والالتفاف على المبادئ لإخراجها عن مدلولاتها ...؛ وخبرة في افراغ الاحداث والوقائع من محتواها الحقيقي , وقلب الامور رأسا على عقب , والصاق التهم بالأغلبية العراقية ومن وراءهم المسلمين الشيعة في كل انحاء العالم ؛ وساندهم في ذلك بعض رجال الطائفة السنية الكريمة .

 

لذا تراهم كالحرباء سريعو التقلب والتحول ؛ فهم يعرفون من اين تؤكل الكتف ؛ وكذلك لهم قدرة عجيبة على الخروج من الفتن والازمات والاضطرابات التي افتعلوها , والتبرؤ من الجرائم والجرائر التي ارتكبوها ؛ وكل الشعارات التي رفعوها في عهودهم السوداء وايامهم الغبراء ؛ أفرغوها من مضامينها ؛ وقيدوها بما يبطل مدلولها، ويذهب مفعولها؛ فعادت أسماء بلا مسميات، وقشوراً بلا لباب , وكلمات بلا مضامين حقيقية ... , فما عادت الوطنية وطنية , ولا النضال نضالا , ولا الايمان ايمانا , ولا الجهاد جهاداً. وإن ادعى الصداميون والبعثيون والتكريتيون ذلك ؛ فأقوالهم وتصريحاتهم وشعاراتهم سراب يحسبه الضمان ماء .

 

وان السرية والكتمان , والخداع والمكر, واللؤم والبخل , والكذب , والقسوة والعنف , والتلون , وسرعة تغيير المواقف والشعارات , والعمالة والخيانة , والنفاق والدجل والتزييف ؛ سمات متأصلة في نفوس ابناء الفئة الهجينة من البعثيين والقوميين والصداميين والارهابيين والتكارتة ؛ وكأنّ هذه الصفات أصبحت بمثابة الملخّص لكلّ سلوكيات السياسة والسياسيين من ابناء الفئة الهجينة وطوال العهد الملكي والعهد الجمهوري ... ، وهذه الصفات تنطوي - من جهة أخرى- على مضامين خطيرة أهمّها أنّ رجال السياسة الدخلاء والغرباء – من ابناء الفئة الهجينة - لا عهد ولا ميثاق لهم ، وأنّ السياسة والأخلاق والحكومة والوطنية لا يلتقيان في نظرهم المنكوس ؛ ومن ثمّ قد يجوز لديهم استبعاد كل القيم الأخلاقية والمثل الانسانية من أجل تحقيق مكاسب سياسية منكوسة ومشبوهة .

 

وان اكاذيب ساسة الفئة الهجينة وحيل العصابات البعثية والطائفية والقومية ؛ مبنية أساساً على أهداف تكتيكيّة ، تقوم على فرضيّة استغفال الشعب العراقي وعدم تثمين قدراته الذهنيّة وكفاءاته الحقيقية، وتغييب عقله و وعيه ؛ لكي يتمكنوا فيما بعد من تهميش الجماهير الشعبية والقوى العراقية , والعمل على افقارها وحرمانها من ثرواتها وخيراتها ؛ وذلك تنفيذا لمخططات اسيادهم الانكليز والامريكان وقوى الشر والاستكبار العالمية الاخرى .

 

والغريب في الأمر ؛ أنّ تصديق اكاذيب هؤلاء السياسيين العملاء الدخلاء الغرباء ؛ كان لا يقتصر على المجتمعات ذات البنية التقليدية فقط ، مثل المجتمعات البدوية أو القبلية او الريفية ، بل ينتشر كذلك في اوساط المثقفين والموظفين والطبقات المدنية ... .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك