المقالات

المقاماتُ السياسية ـ(1) المقامة الجندرية..!


سعد صاحب الوائلي ||

 

17/08/2023

حدَّثَنَا أبو سلامٍ الوائلي، عن رعدٍ بن شاني الليثي أنَّهُ قال: "كنا ذاتَ دهرٍ في رابيةِ الرصافة، أقصدُ عراقَ الأخلاقِ والحصافة. فإذا بمجاميعَ (شاذّةٍ) بمحافلهِ ونواديه، تبشِّرُ بـ(تعاليم الجندر) بوديانهِ و بَوادِيه.

و(الجندرُ) يا عاليَ المقام، مع شديدِ الإحترام، هو ما تأباهُ النفوس، وتَمجّهُ حتى (التِيوس)، فهو فِعَالُ قَومِ لوط ، بما فيهِ من قباحةٍ وسُقوط، والتصريحُ به يَستوجب (الطووووط)، كما يَتَخَلَّصُ اهلُ مقاطعِ (التُك توك)، من (الغلطِ والفشارِ) والتهتُك.

 ونعودُ لِرَابيةِ الرصافة، حيث قَصدنا العراقَ كافّة، حيث طَفِقَتْ اذنابُ أوروبا والاميركان، بِكُلِّ صَلافةٍ لتشويه فِطرةِ الانسان، مُستهدفةً الصغارَ والكبار، في الاصقاعِ والامصار، ومعها العديدُ من (منظماتِ المجتمع المدنيّ)، المُرَوّجَةِ للفسوقِ والفعلِ الدَنِيّ، إذ تتظاهرُ بالوداعة، غير أنّ فِعَالَهَا نجاسةٌ وشناعة، تتمسكنُ بهدوء، لتنفثُ سُمومَها بِسوء، فحالُها كحالِ الحَيَّة، تَلمَسُها طَريّة، وهي تستبطنُ الأذيّة، وفِعَالُهَا سَامّةٌ وبغيّة.

وبالطبع، وراءَ تلك المنظمات، قُنصلياتٌ وسفارات، يُمَنُّونَهُم بالسفرِ والإقامة، والرفاه والفَخامة، فيتورطُ من المجتمعِ الحُثالة، بالخيانةِ والعَمَالَة، بعد أن يرفدونَهُم بالدولارات، ويُركِبُونَهُم (الجكسارات)، ليبدأوا بنفثِ السموم، بعدَ ملءِ جيوبِهم بـ(المقسوم).

فيقيمون الدوراتِ الترويجية، والمنتديات (التثقيفية!)، والندواتِ (الاجتماعية!)، والمؤتمراتِ (النوعية!)، و وراءَ كُلِّ ذلك، التوريطُ بالمهالك، حيث إدخالُ المصطلحات الدخيلة، لتلبيسِ الرذيلة ، أثوابَ الفضيلة، والمقاصدُ طبعاً واضحة، فالسحاقُ واللواط فضيحةٌ فاضحة، ولا تحتاجُ الى شروحٍ شارحة، فالرذيلةُ والشذوذ، عند العراقي فضيحةٌ ومنبوذ، فإين يلوذ، وبمن يعوذ.

والكارثةُ والمصيبة ، وزاراتُنا المَهيبة، ومؤسساتُنا اللَبيبة، ودوائرُنا الحبيبة!، حيث تبنّتْ قضيةَ (النوعَ الاجتمَاعِي)، بلا تدبرٍ ولا واعي، ودونَ إستجلاءِ (المرامي) أو معرفةِ (المساعي)، فانطلى عليها مصطلحُ (النوع الاجتماعي) و (الجندر)، ولو تمهلت قليلاً لكان أجدر. فأدخلته  في القوائمَ والدراسات، وفي البحوثِ والكُراسات، وفي الادبياتِ والمخاطبات، وفي التعليمِ والجامعات، والاكاديمياتِ والكليات، وهو إصطلاحٌ أجوف، وباللواطِ مغلّف، يرومُ تدميرَ العائلة، برذائلَ هائلة، وعواقبَ قاتلة.

  فالحذرُ كُلَّ الحذر، فلا (مِثلِيّةَ) ولا (جَندر)، بل هو بمُسَمّى (اللواطِ) أجدر، فهو (شذوذٌ) مُحَقَّر، و(سحاقٌ) مُصَدَّر، لسلبِ عِفَّةِ الخِدَّر، يَهبطُ بالمجتمع الى الرذيلة، ويمحقُ الشرفَ والفضيلة.. فالله الله بالأبناء والعائلة. (فالجندرُ) دويبةٌ آكِلَة، ومصيبةٌ هائلة، تسفُلُ بالعائلات، وتَمحقُ نسلَ المجتمعات. ثم طفق الليثي منشداً:

أحذر فديتك لفظةَ (المِثلِيّة) ... و(جندرَ) السَوءِ، فذي رَزيّة

قاصمةٌ خبيثةٌ شقيّة ... مُهلِكةٌ غاشيةٌ غَشيّة

وقل (لواطٌ)، و(سحاقٌ) فيها ... تأباهُ كُلُ الأنفسُ الأبية".

 

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك