احمد المياحي ||
الحراك الامريكي في المنطقة يأخذ ابعاد متعددة ..
البعد الاول هو محاولة لاشغال روسيا في صراع داخل سوريا وتحديدا بالشرق السوري حيث ابار النفط الذي يقوم بتصديره الاميركان حاليا .
وهذه المحاولة هي لتخفيف الضغط الروسي على اوكرانيا حيث التقدم الكبير للقوات الروسية على الارض خاصة وان الاعلام الغربي صور ان الهجوم الاوكراني المعاكس والمدعوم بدبابات ثقيلة من طراز ليوبارد الالمانية وتشالنجر البريطانية وعول الغرب كثيرا على هذا الهجوم لأعادة التوازن على الارض الا ان الروس وبتغطية مطلقة على الاجواء الاوكرانية والى حد ما الاجواء البولندية تم افشال هذا الهجوم ما دفع الاميركان الى احداث متغير دولي كبير يغطي هذه الهزيمة النكراء .
البعد الثاني انا اعتقد جازما انه جاء للتغطية واشغال الرأي العام الامريكي والدولي على الاتفاق بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية بأطلاق ٧ مليار دولار مجمدة من اموال ايران في كوريا الجنوبية مقابل اطلاق سراح ٥ معتقلين يحملون الجنسية الامريكية ثلاث منهم جنسيتهم الام ايرانية واثان اميركان بالولادة.
مع فتح الباب لاعادة المفاوضات حول النووي الايراني وبشروط ايرانية ان يصل تخصيب اليورانيوم الى ٦٨% بعد ان تصور الاغلب الاعم ان هذه المفاوضات ماتت للابد .
البعد الثالث ان الانتخابات الامريكية الرئاسية دخلت مرحلة التحشيد والترويج وبالتالي لابد من انتصار عسكري وهمي او حقيقي يعيد ثقة الناخب الامريكي بالديمقراطيين اذا ما علمنا ان الجمهوريين يدفعون بأتجاه ترشيح ترامب وامكانية فوزه كبيرة جدا .
من هنا يكون الاستنتاج انه يجب ان تدخل المنطقة في صراح قديم جدبد وعلى كافة الاصعدة دعم الارهاب الداعشي اثارة النعرات الطائفية والقومية والعرقية وكل ما يحقق اهداف اميركا واسرائيل .
وفي خضم هذا الحراك ارى ان العراق سيكون خارج هذه المعادلة اذا ما تم السيطرة على الحدود مع الاردن وسوريا وتركيا خاصة وان اميركا تبحث عن حليف يحل محل السعودية ولكن المشكلة انها تصادر القرار السياسي والعسكري بهذا الحلف وارى ان الاجتماع بين وزراء الدفاع والقادة الامنيين بين العراق واميركا جاء بهذا الاتجاه مع اعادة انتاج اتفاقية الاطار الاستراتيجي وفق رؤية جديدة اهمها تحجيم دور القيادة السياسية عن القيادة العسكرية خاصة وان هناك طموح لدى الفريق عبد الوهاب الساعدي للسيطرة على القوات العسكرية وهو يتناغم مع الرؤية الامريكية مع تفكيك ناعم للحشد الشعبي .
الخلاصة ان اهداف اميركا متعددة من هذا التحرك اقلها هو قطع طريق بغداد - دمشق وبالتالي وقف تدفق السلاح الى حزب الله وفصائل المقاومة في سوريا ...
وبشكل عام فأن عام ٢٠٢٣ ليس كمثل عام ٢٠٠٣ وكل حليم بالاشارة يفهم .
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha