المقالات

الارجاف..!


المحامي عبد الحسين الظالمي ||

 

مصطلح يروج له في الفترة الاخيرة باعتباره يعني  نوع من انواع الحروب  بعد ان تطورت الحروب من الحرب التقليدية الى الحرب النووية الى الحرب الناعمة  واليوم تواجه الشعوب نوعا جديدا للحرب وهو حرب الارجاف وهو نوع مطور للحرب الناعمة  . وبالعودة الى معنى الارجاف فقد ذكر هذا المصطلح في القران الكريم في اكثر من موضع تحت اسم المرجفون والرجفه يوم ترجف الارض وهو الاضطراب الباعث على الخوف ((الرجف: الاضطراب الشديد، يقال: رجفت الأرض ورجف البحر، وبحر رجاف. قال تعالى: يوم ترجف الراجفة [النازعات/6]، يوم ترجف الأرض والجبال [المزمل/14]، فأخذتهم الرجفة [الأعراف/78]، والإرجاف: إيقاع الرجفة؛ إما بالفعل؛ وإما بالقول، قال تعالى: والمرجفون في المدينة (سورة الأحزاب: آية 60، والمرجفون: هم الذين يولدون الأخبار الكاذبة التي يكون معها اضطراب في الناس)، ويقال: الأراجيف ملاقيح الفتن.))

هكذا ورد في التفاسير  وهو يعني خلق الاكاذيب التي تخلق الخوف والاضطراب عند الناس وبالتالي يسهل السيطرة عليهم من خلال اهتزاز معنويات المدافعين والمقاومين ، وهذا ما تنتهجه امريكا ضد الشعوب والانظمة التي لا تتوافق مع سياستها  من خلال طابورها الخامس المتشكل من ضعفاء النفوس والخونة واصحاب الاجندات الذي يدقون طبول الحرب في المنطقة

وفي العراق من خلال تهويل الاحداث وتصويرها على اساس انها حقائق ، ويقف على راس هذا الطابور البعثين وبعض من المتضررين من العملية السياسية في العراق  امثال فائق الشيخ الذي ما ان سنحت له فرصة لا وذكر فيها ان الموت قادم والاعدامات و النفي  للمسؤولين في العراق ،  ويروج لذلك ايضا  البعثين الذين يمنون النفس بعودة البعث .وهولاء ليس لنا معهم حديث لكون ذلك يعد مضيعة للوقت باعتبار من حقهم ان يتمنون ما تهوى نفوسهم وعقولهم . اما الحرب وحقيقة وقوعها فان ذلك التصور تقف ضدة جملة من الحقائق منها ان الاقتصاد العالمي وخصوصا ما يتعلق بالطاقه نتيجة الحرب في اوكرانيا  والسوق العالمي لا يتحمل هزه في منطقة  تعد من اكثر المناطق امداد للطاقة في العالم واشعال حرب في هذه المنطقة مهما كان نوعها سوف تشعل  العالم باجمعه واوربا اكثر شعوب العالم تضررا  من ذلك

ناهيك عن دول الخليج  التي ستكون اول سندويج  في هذه الحرب  ، وكذلك اسرائيل اوضاعها بشكل عام لا تساعد على قيام حرب بهذا المستوى . وحتى الداخل السوري والعراقي فلا اعتقد ان الاوضاع في البلدين تتحمل حدوث حرب على اراضيها  .

ويبقى السوال ما هدف هذه التحركات وتحشيد الجيوش  ؟ من وجهة نظري انها تهدف الى مجموعة اسباب ولتحقيق جملة من الاهداف منها:

اولا : اعادة الانظار مرة اخرى  للمنطقة بعد ان توجهت الانظار نحو الحرب في اوكرانيا وتراجعت منطقة الشرق الاوسط  .

ثانيا : اثبات وجود للولايات المتحدة الامريكية في المنطقة والقول انها لازلت القوة المؤثرة

 والفاعلة والمتحكمة في مصادر الطاقة.

ثالثا . اخافت المقاومين في المنطقة وتهديدهم بعد ان حققوا مجموعة من الانتصارات في بعض الملفات .

رابعا :الصغط على الحكومات التي لاتزال لم تخضع للاوامر الامريكية ومنها العراق وسوريا  والسعودية ومصر ولبنان .

خامسا رسائل اطمئنان للعملاء والطابور الخامس اننا معكم ولا نتخلى عنكم وانتم العصا التي نلوح بها في المنطقة .

سادسا : تشتيت القيادة الروسية من  خلال نقل  الاهتمام من جبهة الى جبهة اخرى .

سابعا  : يمكن ان تقوم بعمل محدود في سوريا للحد من النفوذ الايراني  وقطع الامدادات عن المقاومين في سوريا ولبنان  وهذا العمل يحمل رسائل للجمهورية الاسلامية وبعض فصائل المقاومة .

والخلاصة ان اقدام الولايات المتحدة على حرب في المنطقة في هذه الظروف يعد انتحار  حقيقي وحرق للعالم باسره ولا اعتقد ان ذلك ممكن في تفكير القادة الامريكان نعم ربما هذه مناورة او عصا يتم التلويح بها حين تقتضي الضرورة خصوصا واننا اعتدنا على هذا التحشيد مرات عدة غالبا ما ينتهي مع الوقت او بعمل محدود او ضربة محدودة هنا او هناك اما ان يؤدي الى حرب مع ايران او عملية تغير فهذا ما نتوقعه ولا تساعد الظروف الحالية على وقوعه .خصوصا وان الولايات المتحدة الامريكية لم تدخل حرب ما بدون تحالفات لدخول في اي حرب الا اذا كان عمل محدود جدا ولغاية محدودة جدا .

14/ 8/2023

 

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك