محمد مكي آل عيسى ||
ثقافة الجندر ليست ثقافة قتل للبشرية والأجيال القادمة فحسب وليست ثقافة المليار الذهبي فقط وإنما هي ثقافة اللامسؤولية بكل معنى الكلمة فهي شمّاعة لتعليق معاذير المتكاسل عليها .
واقعاً لم أطلع على إحصائيات العالم بالنسبة الأعلى للمتحولين هل هي من الإناث إلى الذكور ؟ أم العكس من الذكور إلى الإناث ؟ والذي أتوقعه هو الثاني أي أن نسبة المتحولين من الذكور إلى الإناث هي الأعلى وفقاً لشهادة بعض الثقاة الذين زاروا أكثر المدن تأثراً بهذه الثقافة.
ولمَ لا ؟
إن الوظيفة التكوينية للذكر بالخلقة أن يكون هو الفاعل المتحرّك وأن تكون الأنثى هي القابل المنفعل فالذكر هو الذي يتحرّك فيطلب خاطبا الأنثى مقدما لها هدية الخطوبة أو المهر وهي التي تبقى تنتظر من يطلبها لتوافق أو لا، هو الذي يعيل الأسرة هو الذي يقوم بالأعمال البدنية الشاقة الصعبة وحتى في الحيوانات هو الذي يتحرّك ليثير الأنثى ويحرّكها تجاهه هو الذي يبني العش هو الذي يصطاد وفي بعضها هو الذي يموت بل تأكله الأنثى وهكذا هو الذي يدافع عن الأسرة حال تعرضها للخطر.
وعلى ذلك فالرجل الكسول الّذي يضيق ذرعاً بمسؤوليته كرجل يكون التحوّل إلى الأنثى هو المخرج له من كم المسؤوليات الملقاة على عاتقه فيرى أنه سيجد العمل بشكل أسرع ، سيكون مرغوباً مطلوباً ، سيكون هو المنفعل القابل لا الفاعل المتحرك سيكون هو من يجلس لينتظر غيره يتحرك باتجاهه!!
نعم إنها ثقافة الهروب من المسؤولية ، ثقافة المجتمع الكسول المتميّع والجبان . . نعم الجبان
فالاعتبار له دور في خلق شخصية الإنسان فإننا حينما نعامل الطفل معاملة الرجل فإننا نقوم بتنشئته كرجل فعلاً وإذا عاملنا الرجل الكبير كطفل صغير قد نؤثر عليه حتى يعود فيتصرّف كالأطفال ، إذا قمنا بتربية طفل ذكر على أنه أنثى سيكبر ويكبر معه هذا الخلل في نفسه يقول الحق جل وعلا ( أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) فيبين عزَّ وجلَّ أن تربية الذكر في الحلية والزينة تربية الأنثى ستجعل منه جباناً لا يستطيع القتال والحرب .
فكيف إذا ما مال هو بنفسه ليعتبرها أنثى ؟ علامَ سنحصل ؟ سنحصل على كائن هجين ليس بذكرٍ ولا أنثى ليس برجلٍ ولا امرأة.
لقد مررنا بظرف الجهاد عندما نادت المرجعية الموفقّة بالجهاد الكفائي وهب الغيارى ملتحقين بجبهات القتال . . إذا تكرر الظرف هل سنتوقع من المتحول الذكر إلى أنثى أن يهب ملبياً النداء ويقاتل ؟ ولن نتوقع ذلك من إنثى تحوّلت لرجل أبداً - وهذا طبعاً لا يعني أن المجتمع الواعي العقائدي ليس فيه مجاهدات ومقاتلات وعندنا الزهراء ع وزينب ع -
هل سنتوقع حمل المسؤولية في مجتمع يسمح لأن يعتبر الإنسان نفسه بقرة أو كلباً ؟؟
إن ثقافة الجندر والنوع الاجتماعي هي ثقافة اللامسؤولية هي ثقافة الميوعة والتكلان بل هي حقاً ثقافة التجبين لجعل المجتمع جباناً وقديماً قالوا للجبناء ( مخانيث ) نعم إنها ثقافة تخنيث المجتمع لتدمير قوّته الجهادية والدفاعية ليكون لقمة سائغة سهلة تأكله قوى الاستعمار وتتغذى عليه لتتركه رجيعاً.
فمن أراد الحياة الكريمة فليمضي على فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله وليجعل ثقافة الجندر تحت قدميه والأمر قضيّة وجود لا تختلف عن حربنا مع داعش.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha