د.ظغر التميمي ||
السلام عليكم جميعا/
يتسائل الناس احيانا والمهتمين بالشان العسكري عن بداية النشاة الحقيقية للجيوش في العالم اجمع ، وكيف استطاعت الامم ان تتسلح لتواجه العدو او لتحصل لها على غنائم ، او لتدفع الخطر بعيدا عن كياناتها المستقلة ، وربما يفكر البعض بان الجيوش كانت تمثل في مرحلة ما رد فعل على خطاب الهي يتمثل بدعوة نبي ما لنصرته في حربه ضد الشر ، وفي كل الاحوال فان الجيوش تحتاج للعدة والعدد ، وان يكونوا خاضعين لسلطة واحدة قوية توجههم عبر خطط مرسومة بدقة لتحقيق الهدف المنشود ، وقد تطورت الجيوش كتطور الحياة ذاتها من ناحية التسليح والعقيدة العسكرية وحتى الوسائل ، الا الأهداف ، فقد بقيت على حالها ، فاي هدف للجيوش غير النصر !؟ انه هدف ثابت حتى وان تغيرت مسمياته ،
ومع ذلك فقد لوحظ بان هناك شقا خفيا في جميع المؤسسات العسكرية عبر التاريخ ، هذا هو الشق الذي يشبه عيبا في قميص حربري فاخر تنساب خيوطه بهدوء لتعكر صفو مرتديه ، هذا الشق يمثل المجموعات المسلحة ( المليشيات ) كما تسمى عالميا ، فمنها ما تشكل لغرض تحقيق هدف سامي ونبيل بطرد العدو ، ومنها ما كان يمثل خط المرتزقة التي تعمل لقاء اتعاب مالية بدون أيديولوجية واضحة ، وربما كان حشدنا هو الخيط الرفيع الذي شوه صورة الرداء الامريكي الفضفاض الذي ترتديه في المنطقة ، اذ ان ما يجري حاليا من تحركات على نواحي مختلفة تسعى ضمنه الى إلغاء وجود الحشد جملة وتفصيلا ، لانهم في نظر الولايات المتحدة الامريكية يشكلون بداية مشابهة للحرس الثوري الايراني او لقوات فاغنر الروسية ، وهم أيضا يمثلون خط او سلاسل التوريد العسكرية الممتدة على طول الحدود العراقية من الشرق والغرب وصولا الى منطقة بلاد الشام ، فان كان التحشيد الامريكي الاخير والحرب الاعلامية والسيبرانية القذرة تهدف لذلك ، فان هذا يعني تهديدا مضاعفا وفي غير محله لدافعي الصرائب الامريكية ، ولماذا الحرب في الوقت الذي تتباهى فيه امريكا بدبلوماسيتها الهادئة وسفيرتها اللعوب وتحريرها للرهائن ، ؟! واي تغيير احمق للنظام في العراق لن يضر الجمهورية الاسلامية الايرانية شيئا .
انها يا سادة ببساطة دورة اخرى للتدريب على الحروب العالمية ضمن هيكلية المؤسسات الامنية الامريكية والتي بداتها بتنظيم القاعدة ثم داعش ، والتي تدفع شعوب المنطقة العربية والاسلامية ثمنا لها ، ولكنها لا تغير الكثير من خرائط الجغرافية ولا تقضي على الشعوب المؤمنة قاطبة ، انها فقط تهيأ الجمر لمحاولة أخرى في وقت آخر ، ونحن على انتظار للمحاولة الثانية .
دمتم بخير
https://telegram.me/buratha