المقالات

هيـنة لينة وقفة مع فلسفة الفطرة

717 2023-08-14

د.أمل الأسدي ||

 

الأطفال يحفظون كل ما يسمعونه وإن لم يفهموا معناه، يُحفَر في ذاكرتهم، ليس الكلام وحسب!! وإنما مشهدية اللحظة كلها، لهذا ما زلت أتذكر  عبارات جدتي السيدة زكية أو  "الملا زكية رشيد ابو النشا الخفاجي"  التي كانت تحفظ الأولاد  القرآن الكريم في شبابها وكان بيتها كالكتاتيب العامرة بالمحبة، كانت جدتي تردد عبارة وترفع يديها  بالدعاء  وتقول: ( هينة لينة) وتردد عبارة أخری وهي:(ربي لا علی أرضك ولا علی عبدك) رحلت جدتي عام 1988 وبقيت صورة أمي  وحزنها علی جدتي ماثلة أمامي، وبقي كلام الجيران راسخا في ذهني وهو" بالعافية عليها بالعافية" وبعد أن كبرت أدركت أن لجدتي فلسفةً عميقة، فلسفة إنسانية إسلامية، فلا يوجد لدی الإنسان  ماهو أهم من العافية، فهي الكفيلة بحفظ مكانته وحفظ كرامته، ومن دونها يصبح حجرا ثقيلا، يستثقله الآخر وتستثقله الأرض!!  أدركت أن سيدة الفطرة المبجلة كانت تطلب من الله كنزا نفيسا، وقد  قال الإمام الصادق(ع):(العافية نعمةٌ خفية، إذا وُجدَت نُسيت، وإذا فُقدت ذُكرَت)).

أدركت معنی" هينة لينة"  التي كانت  تقولها في قيامها وقعودها، فهي تطلب من الله أن يهوّن عليها سكرات الموت، ويسهل عليها لحظات الانتقال  الی  العالم الحقيقي  الدائم، حتی لا تتعرض الی صدمة ذلك الزائر الحتمي المباغت! وقد قال رسول الله الأعظم(صلی الله عليه وآله):(( أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة ذكر الموت، وأفضل التفكر ذكر الموت، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة))

أدركت ياجدتي،قول الناس "بالعافية عليها"  فقد أثمرت دعواتكِ وتحققت الـ( هينة لينة)تحققت بفطرتك  ونقائك من دون دراسات وشهادات وكتب ودورات  وفضائيات وبرامج وهواتف نقالة!!

جدتي، رحلت ومازلت أشم رائحة" المكينة وأستعذب طعم " الچاي المخدر"عليها، ومازلت أحفظ حكمتك

" هينة لينة"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك