المقالات

حين يداهمنا الخطر

1005 2023-08-12

واثق الجابري ||

 

حين تجد التفجيرات والتخريب يطال أبراج الكهرباء الناقلة والمولدات الحكومية، في فصل الصيف ودرجة حرارة تصل الى نصف درجة الغليان، فثق أن الخطر يداهمنا، ومن يُعادي العراق لا رحمة ولا إنسانية ولا قيم ولا اخلاق لديه، وكل فعل يشملنا جميعًا ولا يفرق بيننا، بل فعل يسعى الى فرقتنا.

يداهم الخطر الدولة تحت عناوين متعددة، أهمها الاستهداف السياسي أو الاعتراض على بعض الطبقة السياسية، ويتخذ من الشعب دروعًا بشرية، بسياسة الأرض المحروقة، التي وقودها ثرواتنا وإمكانيتنا، ويكون حطبُها شعبًا كي نغضب ويعترض بعضنا على بعضنا.

تحركت جهات متعددة  بأساليب مختلفة، بهدف الإضرار بالعراق من أقصاه الى أدناه، مسؤوليه ومواطنيه، فقرائه واغنيائه، عربه وكورده، مسلمين أو من ديانات اخرى،  فداهمتنا أخطار الارهاب والفساد والتخريب  واستهداف العملة، وأخطار متعددة تعصف بالجميع تحت أسماء مختلفة وشعارات أحيانًا باسم حقوق الشعب، ولكنها كالعدو الذي لا ينتصر علينا إلاّ بفرقتنا وإضعافنا، وجَعل الثقة مفقودة بيننا، فلم نعد نختلف على مستوى العمل أو السياسة، بل جزء من الخلافات في رأينا العام الذي انقسم بتأثير الإعلام والأزمات، وبمن لا يعرف أن الاختلاف أو إضعاف طرف، كإضعاف طرف في جسد، فيفقده جزءًا كبيرًا  من تكامل مهامه.

إن عدم الادراك لحجم الأخطار المحيطة بالعراق أو من الداخل؛ عدم إدراك للمسؤولية وإضعاف لجسد الدولة، فكم جميل أن نرى كورديًّا وسنيًّا يطالب للبصري بأن تعطى حقوقه، بما يقابل ما تعطي مدينته للعراق وما يتعرضون له من أمراض وحاجة تحسين اقتصاد، وكذلك سني وشيعي يطالبون برواتب موظفي إقليم كوردستان، كونهم مواطنين في هذا البلد لهم حقوق وعليهم واجبات، والشيعي والكوردي يفكرون بالنازحين وضحايا الارهاب، وهكذا للناصرية كي لا يبحث ابناؤها عن عمل في تقاطعات الطرقات، والسماوة وكربلاء وصلاح الدين والموصل والنجف وبقية مدن العراق، وبالإدراك شعور جمعي بالمسؤولية للعراق بكل طوائفه ومكوناته، وعمل مشترك سياسيًّا وشعبيًّا، فالخطر جربناه لا يستثني أحدًا.

الأمثلة كثيرة عن الخطر الذي يداهمنا، لا تشعرنا فحسب بأنها بلا قيم لاستهدافنا، بل جربنا وننتظر تجارب أقسى ،ومن يستهدفنا  لا يملك ذرة من الأخلاق كي يفرقنا،  وهذا يحتم أستثمار الاستقرار السياسي وعمل الحكومة الجاد، من أجل تصفير الأزمات وإقرار القوانين المهمة، والتي لا أقول عنها خلافية، بل هناك من يضع فيها اختلافنا، وبذلك لا يحرم من يقول أنه مختلف معه، بل يمنع تكامل شعب وتعدد أدوار، وحقوق وواجبات مختلفة لكنها بالقانون تكون عادلة.

 

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك