المقالات

الدب والنعال..!

1014 2023-08-10

حمزة مصطفى ||

 

هذا ليس عنوان رواية لكنه يصلح أن يكون. فكل عناصر السرد "على كولة" الإخوة نقاد الحداثة متوفرة. الدب في الطائرة حكاية مشوقة يمكن للكاتب أن يلعب على أعصاب الركاب وهم في الجو لنحو ساعتين هي الرحلة بين بغداد ودبي, والدب تحت أقدامهم مرزوما مع حقائبهم. أحداث ووقائع كثيرة يمكن أن يناور بها الراوي العليم بين مقاعد الركاب داخل الطائرة ومكان شحن الحقائب حيث يستقر الدب بإنتظار الوصول. النعال في الحارثية مرة وفي طوكيو مرة أخرى. وبين المكانين تروى وقائع مشوقة لكل منها عناصر شد وجذب تغري القارئ بالمتابعة طالما أن الأبطال مختلفون. سياسيون كبار, سفراء, فاشنستات, شخصية غامضة هي مالكة الدب تزيد من الحبكة وتجعل القارئ متلفها لمعرفة هذه الشخصية الأجاثتية الكريستية.وحتى تكتمل عناصر التشويق لابد من العودة الى حدث سابق يربط بما هو لاحق. فالخيال الروائي يتسع لكل المتناقضات المتشابهات. الحدث السابق بطله سفير أيضا يظهر في لقطة شهيرة مستقبلا بالدشداشة في أحد صالات الفنادق في نواكشوط مطربة شعبية. لماذا يستقبل سفير ضيوفه بالدشداشة وسفير آخر يستقبلهم بالنعال؟ ليس من حقك أن تسأل. الجواب الوحيد الذي عليك أن تعرفه و"تلصم" هو المحاصصة. فالمحاصصة لا الكفاءة هي التي تحدد شكل السفير وطوله وعرضه وأين يصلح سفيرا. هل يجيد لغة؟ ليس مهما. أقصد العربية وليس لغة أخرى. ليس مهما. المهم إنه "خوش ولد" وربما "إبن حمولة" ويا .. "إبن الحمولة علي أشبدلك".يجيد إرتداء الرباط؟ "شلك بهالسالفة".

ماينطبق على أبي دشداشة ينطبق على سفيرنا في طوكيو أم "أشباه الموصلات" الذي إستقبل ضيوفه بالنعال. "هسه لو شحاطة أرحم". ولأننا كنا على مدى الأيام الماضية مشغولين بواقعة النعال في الحارثية التي لاتزال إرتداداتها السياسية والمجتمعية قائمة حتى الآن فقد وجدنا من الصعوبة "تفويت" نعال السفير. وزارة الخارجية لم تدل بدلوها ولم توضح لكن هناك من أدلى بدلوه ووضح بأن الأمر يمكن أن يكون متعلقا بتقليد ياباني يقضي بخلع الأحذية عند الباب والدخول حفاة. هذا التقليد لدينا نحن أيضا لكن بحدود. مع ذلك فإن لهذا التقليد بروتوكول ايضا. ففضلا عن كون السفير إستقبل ضيوفه في منزله أو مبنى السفارة وهي أرض عراقية فهو ليس ملزما بإتباع تقليد ياباني .

ولو إفترضنا إنه أراد أن يقلد اليابانيين بلبس النعال لا بإختراع أشباه الموصلات فإنه كان يمكنه أن يبلغ المصور مراعاة ذوق الرأي العام بحيث تظهر الصورة حاجبة للنعال. أو كان بمقدوره أن يرتدي الزي العراقي , الدشداشة والعقال مع شحاطة مرتبة ويستقبل ضيوفه .. ويادار مادخلك شر. أما الدب فقصته "مشربكة".

 لم يعرف الرأي العام الذي إنشغل به لمن عائديته. وهل هو ذاهب الى دبي أم قادم الى بغداد؟ ومن المسؤول عن طريقة شحنه بالقفص بحيث تمكن من كسر قفصه الخشبي  وإرعاب الركاب؟ كل هذه الأسئلة لم يجب عليها أحد وبقيت عائمة تبحث عن إجابة في وقت تنقلت الأحداث مترابطة بنوع من الحبكة الفريدة بين موريتانيا واليابان ودبي وبغداد. والبادي .. ليس أظلم دائما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك