المقالات

ماذا تعني 8 اب للعراقيين؟ حرب الوكالة


د.حيدر سلمان ||

 

مناسبة 8 اب يعرفها الجميع موعداً لانتهاء الحرب العراقية الايرانية، ومن ينسى ولايتذكر حجم الماسي التي عشناها، في حرب تعتبر اطول حروب القرن الماضي، تاريخ نحن مؤتمنون على نقله لاجيال لم تعش الحدث.

البعض يتذكرها بغصة واخر يتذكر من فقد من احبائه، واخر فرح لنهاية اطول حرب في القرن الماضي التي دمرت البلدين، وخلفت شهكاء وايتام وثكالى ومهجرين ومهاجرين ومرحلين، وانا من بين من يتذكر فقد اراضيه ومسقط راسه وكثير من اقربائه.

من ينسى زحف الجيوش، ومن ينسى سوق الجنود، ومن ينسى اعدام الفارين خوفا من الموت فيها، ومن ينسى معدات الحرب الجبارة، ومن ينسى سيطرات الزيتوني بالشوارع والازقة، تقبض على كل من هو "ذكر" حتى لو كان بطفولته لتسوقه للجبهات كالقرابين ارضاء لطموح المتسلطين، ولم يبقى عراقي واحد الا ولديه الاف القصص يرويها تعكس حجم ماساة تلك الحرب واللامها.

لازلت اتذكر تلك الطفولة التي سلبت منا بعشرات التهجيرات بالداخل ولايمكن نسيان تلك الحقائب التي حملناها من مكان لاخر ونحن نرتحل هربا من القصف فيما كانت مناطقنا في البصرة خطوط الحرب الامامية، لتكتمل تلك الطفولة العنيفة برؤية عشرات قوافل الشهداء ومنهم اقارب واعزاء واصدقاء وجيران ... الخ.

اكثر ما يتجلى في مخيلتي الزاخرة بتلك الأحداث ، لهونا ولعبنا بالقرب من سكة الحديد نحسب عدد القطارات التي تمر ونتعلق باطراف منها واحيانا نضع قطع النقد تحت عجلاتها الحديدية الكبيرة المرعبة، لتصبح وكانها رقاقة بعد ان تمر عليها محملة بالاسلحة الثقيلة من دبابات ودروع وعجلات جبارة لتذهب بطريق واحد نحو الحبهات دون عودة ولازلت اذكر في احد الايام عبر فيه 18 قطار في يوم واحد لمعركة استمرت 7 ايام بلياليها وتصوروا حجم الماساة واستنزاف لموارد بلد كان يفترض ان توجه تلك الاموال لتنميته.

حربٔ طالت، حتى كنا لانصدق انها قد تنتهي يوماً ما، ويوم انتهت كان العيد بعينه، في حرب لا اسباب واضحة لها، غير ارضاء من اراد ان يدمر البلدين معا، وبالنهاية لم يستطيع صدام حسين ان يزيل الخميني ولا العكس، والطرفين عادا لحدودهم مجبرين، وانتهى من سوق لها ونفخ فيها خالي الوفاض، ليدرك الطرفين ان من اثارها ضحك علبهما.

لكن، ما لا افهمه ان يتفاخر البعض بحرب دمرت البلاد وادخلته في اتون تفرق داخلي وانهيار اقتصادي مع علمه انها حرب وكالة، ويسوق الاسباب تلو الاخرى لتشريع حدوثها، ليعترف حتى من قام بها انه خدع وحارب عن غيره، وهو ماتسبب بحرب اخرى على اثر خلافات نشبت بعدها مع مايفترض بهم اشقاء.

الواقع يقول ان نعالج كل مخلفات تلك الحرب ونحذر من الوقوع مجددا بحرب نيابة اخرى، عن غيرنا وندفع نحو الاستقرار وننأى بانفسنا عن صراعات الاخرين، وليس العكس، وحديثي لمن يتفاخر بهذه "الحرب العبثية"، ان كنتم حريصين على وحدة واستقرار البلاد، كونه من البلدان المختلطة الاثنيات والطوائف، وبالتالي ممكن ان يكون العراق سببا لاضطراب المنطقة كما يمكن ان في قمة هرم السلام لو تفاهم ابناءه وتفهم جيرانه وضعه.

علماً اننا ان لم نكتب بجرأة مايهم شعبنا فقط، وراعينا مايهم الشعوب الاخرى فلا خير في اقلامنا، ولن تختلف عن من سبقنا، فلا مكان لحروب اخرى كما يريد البعض، عدا ما يجب ان تكون للردع ولكل حادث حديث، حيث اهم ما تحقق لاحقا ان العراق اصبح دولة مسالمة يتوافق فيها المتخاصمين بعد ان كانت سبب لانطلاق حروب ومسرح خلاف المتخاصمين.

 

محلل سياسي باحث بالشان العراقي والدولي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك