ضِيَاءُ أَبُو مَعَارِجَ اَلدِّرَاجِي ||
أَجْيَالٌ سَحَقَتْ بَعْدَ مُرُورِ 43 عَامًا عَنْ بِدَايَةِ اَلْحَرْبِ اَلْعِرَاقِيَّةِ اَلْإِيرَانِيَّةِ لَمْ تَفْهَمْ أَوْ تَعِ لِمَاذَا كَانَتْ هَذِهِ اَلْحَرْبِ وَفِي سَبِيلِ مِنْ وَلِمَنْ وَلِأَجْل مِنْ .
عَوَائِل فَقَدَتْ شَبَابَهَا وَرِجَالَهَا وَأَبْنَاؤُهَا ضَحَايَا لِحَرْبٍ لَا نَاقَةً لَنَا فِيهَا وَلَا جَمَلَ كُلَّمَا فِي اَلْأَمْرِ أَنَّ سُقُوطَ شَاهِ إِيرَان عَلَى يَدِ رُوحْ اَللَّهْ اَلْخُمَيْنِي سَارَعَ بِهُرُوبِهِ إِلَى أَمْرِيكَا وَهُنَاكَ اِقْتَحَمَ شَبَابُ وَطُلَّابُ اَلثَّوْرَةِ اَلْإِيرَانِيَّةِ اَلسِّفَارَةِ اَلْأَمْرِيكِيَّةِ فِي طَهْرَانَ وَاعْتَقَلُوا مُوَظَّفِي اَلسِّفَارَةِ وَطَالَبُوا أَمْرِيكَا بِتَسْلِيمِهِمْ اَلشَّاهِ مُقَابِلٍ مُوَظَّفِي سِفَارَتِهِمْ ،حَاوَلَتْ أَمْرِيكَا بِعَمَلِيَّةِ إِنْزَالٍ جَوِّيَّةٍ عَسْكَرِيَّةٍ أَنَّ تَحَرُّرَ اَلْأَسْرَى لَكِنَّهُمْ فَشِلُوا وَقَتْلُ مَنْ كَانَ فِي هَذِهِ اَلْمُهِمَّةِ .
حَرَّضَتْ أَمْرِيكَا اَلرَّئِيسَ اَلْبَاكِسْتَانِيَّ أَنْ يَخُوضَ عَنْهَا حَرْبًا بِالْإِنَابَةِ ضِدَّ إِيرَان لَكِنَّهُ رَفَضَ أَمَّا أَفْغَانِسْتَان فَلَمْ تَكُنْ مُهَيَّأَةً لِتِلْكَ اَلْحَرْبِ وَخُصُوصًا كَانَتْ فِي ذَلِكَ اَلْوَقْتِ تَخُوضُ حَرْبَهَا اَلْخَاصَّةَ ضِدَّ اَلِاتِّحَادِ اَلسُّوفْيِتِيِّ لِذَلِكَ وَقَعَ اَلِاخْتِيَارُ عَلَى اَلْعِرَاقِ لِيَكُونَ صَاحِبَ هَذِهِ اَلْحَرْبِ لَكِنَّ رَفْضَ اَلرَّئِيسِ اَلْبِكْرِ خَوْضُهَا دَفْعَ اَلْقِيَادَةِ اَلْأَمْرِيكِيَّةِ وَمِنْ مَعَهَا مِنْ عَرَبِ اَلْخَلِيجِ إِلَى دَعْمِ صَدَّامْ اَلتِّكْرِيتِي لِقِيَادَةِ اِنْقِلَابٍ ضِدَّ اَلْبِكْرِ وَإِزَاحَتِهِ مِنْ اَلسُّلْطَةِ مُقَابِلَ وَعْدٍ بِضَمَانِهِ دَعْمَ حُكْمِهِ وَضَمَّ اَلْأَرَاضِيَ اَلْإِيرَانِيَّةَ مَا وَرَاءَ شَطِّ اَلْعَرَبِ اَلْمُتَعَاهِدُونَ عَلَيْهَا ضِمْنَ اِتِّفَاقِيَّةِ اَلْجَزَائِرِ 1975 وَجَزِيرَتِي بُوبْيَانْ وُورَّبَة اَلْكُوَيْتِيَّةَ إِلَى اَلْعِرَاقِ شَرَطَ إِخْمَادُ اَلثَّوْرَةِ اَلشِّيعِيَّةِ فِي إِيرَان بِقِيَادَةِ رُوحْ اَللَّهْ اَلْخُمَيْنِي وَتَحْرِيرٍ أَمْرِيكَانِ اَلسِّفَارَةِ اَلْمُعْتَقَلِينَ فِي طَهْرَانَ .
فِي يَوْمِ 4 أَيْلُولَ 1980 حَشْدَ صَدَّامْ اَلْجُيُوشَ عَلَى اَلْحُدُودِ اَلْعِرَاقِيَّةِ اَلْإِيرَانِيَّةِ وَفِي يَوْمِ 22 أَيْلُول 1980 اِجْتَاحَتْ اَلْجُيُوشُ اَلْعِرَاقِيَّةُ اَلْأَرَاضِيَ اَلْإِيرَانِيَّ حَتَّى وَصَلَوا إِلَى آخِرٍ نُقْطَةٍ مِنْ أَرَاضِي اِتِّفَاقِيَّةِ اَلْجَزَائِرِ لِعَامِ 1975 اَلَّتِي وَقَّعَهَا صَدَّامْ بِنَفْسِهِ سَابِقًا ، كَمَا نَزَلَتْ اَلْقُوَّاتُ اَلْعِرَاقِيَّةُ وَالْبَحْرِيَّةُ اَلْعِرَاقِيَّةُ عَلَى طُولِ اَلسَّاحِلِ اَلْبَحْرِيِّ لِجَزِيرَتِي وَرَبَّةَ وَبُوبْيَانْ اَلْكُوَيْتِيَّةَ وَبِدَعْمٍ أَمْرِيكِيٍّ كُوَيْتِيٍّ سُعُودِيٍّ خَلِيجِيٍّ عَرَبِيٍّ ( سُنِّي ) .
ضَغْطُ اَلْحَرْبِ وَضَغْطِ اَلْحِصَارِ اَلَّذِي فَرَضَ عَلَى إِيرَان وَالْفَوْضَى اَلْعَارِمَةِ فِي إِيرَان خِلَالَ سُقُوطِ اَلشَّاهِ وَقَفَتْ إِيرَان مَوْقِفَ اَلْمُدَافِعِ حَتَّى اِسْتَطَاعَتْ أَنْ تُنَظِّمَ صُفُوفَهَا خِلَالَ أَوَّلِ سَنَتَيْنِ مِنْ اَلْقِتَالِ وَفَتْحِ جُزْءٍ مِنْ اَلضَّغْطِ اَلْأَمْرِيكِيِّ بِإِطْلَاقِ سَرَاحِ مُوَظَّفِي اَلسِّفَارَةِ اَلْأَمْرِيكِيَّةِ عَامَ 1981 بَعْدَ اِتِّفَاقٍ أَمْرِيكِيٍّ إِيرَانِيٍّ فِي اَلْجَزَائِرِ حِينِهَا تَوَقَّفَتْ أَمْرِيكَا عَنْ دَعْمِ صَدَّامْ عَسْكَرِيًّا وَلُوجِسْتِيًّا بِالْمُقَابِلِ تَنَامِيَ قُوَّةِ وَتَنْظِيمِ اَلْقُوَّاتِ اَلْإِيرَانِيَّةِ اَلَّتِي اِسْتَطَاعَتْ بِحُلُولِ عَامِ 1982 اِسْتِعَادَةِ كَافَّةِ أُرْضِيهَا مِنْ اَلْقُوَّاتِ اَلْعِرَاقِيَّةِ وَتَحَوَّلَتْ مِنْ اَلدِّفَاعِ إِلَى اَلْهُجُومِ لِتَحْتَلَّ أَرَاضِيَ عِرَاقِيَّةً خِلَالَ اَلسَّنَوَاتِ اَلتَّالِيَةِ فِي اَلْبَصْرَةِ وَالْعِمَارَةِ وَ وَاسِط وَكُرْدِسْتَان وَفَقَدَ صَدَّامْ كُلَّ قُدُرَاتِهِ اَلْعَسْكَرِيَّةِ وَعِنْدَمَا أَحَسَّ بِالْخَسَارَةِ أَعْلَنَ عَنْ نِيَّتِهِ إِيقَافَ اَلْحَرْبِ بِمُبَادَرَاتِ عِدَّةِ رَفْضِهَا اَلْجَانِبِ اَلْإِيرَانِيِّ وَاسْتَطَاعَتْ اَلْقُوَّاتُ اَلْإِيرَانِيَّةُ أَنْ تَقْضِمَ اَلْأَرْضُ اَلْعِرَاقِيُّ شَيْئًا فَشَيْءِ مِمَّا دَفَعَ صَدَّامْ إِلَى طَلَبِ اَلْمُسَاعَدَةِ مِنْ اَلدُّوَلِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلسُّنِّيَّةِ بِاسْمِ اَلْعُرُوبَةِ وَالْمَذْهَبِ لِإِنْقَاذِهِ مِنْ سُقُوطِ اَلْبِلَادِ عَلَى يَدٍ ( اَلْفُرْسُ اَلْمَجُوسُ ) حَسَبَ تَعْبِيرِهِ . وَحَصَلَ عَلَى اَلدَّعْمِ اَلْمَالِيِّ اَلْخَلِيجِ وَالْبَشَرِيِّ اَلْمِصْرِيِّ لِلْعَمَلِ بَدَلَ رِجَالِ اَلْعِرَاقِ لَا لِلْقِتَالِ خِلَالَ فَتْرَةِ اَلسَّنَوَاتِ اَلسِّتِّ مِنْ تَرَاجُعِ حُظُوظِ صَدَّامْ فِي اَلنَّصْرِ .
إِنَّ هُجُومَ صَدَّامْ اَلْمُبَاغِتِ لِإِيرَان وَغَزْوهَا بِدَايَةِ اَلثَّوْرَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ ضِدَّ اَلشَّاهِ دُونَ سَبَبٍ وَلَا إِنْذَار سَابِقٍ كَانَ وَرَاءَ إِصْرَارِ رُوحْ اَللَّهْ اَلْخُمَيْنِي عَلَى هَزِيمَةِ صَدَّامْ وَدُخُولِ بَغْدَادَ وَلَوْلَا اَلدَّعْمُ وَالْمَالُ اَلْخَلِيجِيُّ لِصَدَّامْ بِاسْمٍ اَلْمَذْهَبِيَّةِ وَالْقَوْمِيَّةِ وَضَغْطِ حُلَفَاءَ أَمْرِيكَا اَلْعَرَبِ عَلَيْهَا لِدَعْمِ صَدَّامْ مِنْ جَدِيدٍ بَعْدَ خَسَارَتِهِ أَرَاضٍ عِرَاقِيَّةٍ وَاسِعَةٍ وَتَشْدِيدِ اَلْحِصَارِ اَلِاقْتِصَادِيِّ عَلَى إِيرَان لِمَا أَعْلَنَ رُوحْ اَللَّهْ اَلْخُمَيْنِي مُوَافَقَتَهُ عَلَى إِنْهَاءِ اَلْحَرْبِ لِأَنَّهُ شَعَرَ أَنَّ أَمْرِيكَا وَعَرَبَ اَلْخَلِيجِ يَسْعَوْنَ لِإِطَالَةِ اَلْحَرْبِ اَلِاسْتِنْزَافُ بَيْنَ اَلطَّرَفَيْنِ وَالنَّتِيجَةِ خَسَارَةً اِقْتِصَادِيَّةً وَأَمْنِيَّةً لِلْبَلَدَيْنِ وَتَوَقُّفِ عَجَلَةِ اَلنُّمُوِّ وَالتَّطَوُّرِ لَهُمَا . فَكَانَ يَوْمُ 8 آبَ 1988 يَوْمِ إِعْلَانِ إِنْهَاءِ اَلْحَرْبِ اَلْعِرَاقِيَّةِ اَلْإِيرَانِيَّةِ .
بُعْدُ نِهَايَةِ اَلْحَرْبِ اَلْعِرَاقِيَّةِ اَلْإِيرَانِيَّةِ لَمْ تَفِ أَمْرِيكَا بِوُعُودِهَا لِصَدَّامْ وَلَا عَرَبَ اَلْخَلِيجِ وَلَمْ يَضُمْ صَدَّامْ اَلْجُزُرَ اَلْكُوَيْتِيَّةَ بُوبْيَانْ وَرُوبَهُ لَهُ حَسَبَ اَلِاتِّفَاقِ اَلسَّابِقِ بَلْ وَإِصْرَارِ اَلْكُوَيْتِ عَلَى سَحْبِ اَلنِّفْطِ اَلْعِرَاقِيِّ مِنْ سَفْوَانْ وَأُمِّ قَصْرِ وَبَيْعِهِ ب 6 دُولَارَاتٍ لِلْبِرْمِيلِ اَلْوَاحِدِ غَزَا صَدَّامْ اَلْكُوَيْتَ بِضَوْءِ أَخْضَرَ مِنْ أَمْرِيكَا يَوْمَ 2 آبَ 1990 وَمِنْ هُنَاكَ بَدَأَتْ نِهَايَةَ اَلْعِرَاقِ اَلِاقْتِصَادِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِيَّةِ وَانْتَهَتْ بِدَمَارٍ شَامِلٍ عَسْكَرِيٍّ تَبِعَهُ حِصَارٌ اِقْتِصَادِيٌّ أَنْهَكَ كُلُّ اَلْبِنَى اَلتَّحْتِيَّةِ لِلْعِرَاقِ لَا نَزَالُ نُعَانِي مِنْهُ حَتَّى بَعْدِ سُقُوطِ حُكْمِ صَدَّامْ مُنْذُ عِشْرِينَ عَامًا ، بَيْنَمَا إِيرَان أَصْبَحَتْ قُوَّةٌ عَسْكَرِيَّةٌ وَاقْتِصَادِيَّةٌ عَالَمِيَّةٌ تَخْشَاهَا كُلُّ اَلدُّوَلِ اَلْإِقْلِيمِيَّةِ وَالْعَالَمِيَّةِ وَتَحْسَبُ لَهَا أَلْفَ حِسَابٍ .
https://telegram.me/buratha