مانع الزاملي ||
لكل عمل انساني ولكل نشاط فكري لابد ان يكون له تحديدات وضوابط ، تنسجم مع الواقع ، وتتوخى الحقيقة بنفسها دون الغاء, او تهميش الآخر مهما كان ذلك الآخر، وهذا لايعني الاعتراض على النقد الهادف شريطة ان يكون بألفاظ مهذبة بعيدة عن التخوين, والتسقيط والمصادرة!
البعض يتكلم بطريقة هو الصحيح وكل ماعداه خطأً. هو يمتلك الحقيقة وغيره صناع اكاذيب وروايات خرافه! هو الوطني ,وغيره تبعية وعملاء ودخلاء ! هو المثقف ورهطه وغيرهم همج رعاع جاءوا من الصحراء او من الاهوار لايفقهون شيئا! هذه اللهجة والمنحى نسمعه ونشاهده هذه الايام ،خصوصا في زوبعة قضية ام قصر ,التي جعلو منها رواية تخوينية لكل الحكومة وللسياسيين جميعا ولمن يؤيدهم او يتعاطف معهم ! والكل يعلم ان ماحصل للعراق وحدوده الجنوبية ، وكل استقطاع لاراضي عراقية بما تحتويه من خيرات في باطنها وما تسبب في هجر عوائل لبيوتهم ! السبب الاول والاساسي والاخير هو جرذ العوجة بحماقاته التافهة, التي عصفت بالمنطقة ودمرت كل مافي العراق وما في الكويت من بنى تحتية وعقد مواصلات متنوعة ! ان عملية حرف الحقائق وتوجيه التهم لاشخاص موجودين في الحكم ! هي عملية تبرأة مفضوحة وفاشلة لبطل الحفرة المقبور ! ان الادعاء ان الحكومة العراقية وما اصطلح على تسميتها حكومة الاطار, هي من باعت العراق للكويت ، كلام اقرب للتهريج والحقد منه للحقيقة! ان الاحزاب التي يتألف منها الاطار, هي الحركات التي قاومت بطل الهزائم الارعن لعقود ,وقدمت في هذا الطريق دماءا زكية, وضحايا وانهار من الدماء, لايحجبها تهريج حاقد او طائفي متضرر او طموح في الوقت الضائع ، او منهزم يكتب من وراء ستار هنا او في بلاد الغربة في الخارج ! ان لغة التخوين, والاستهزاء بالكبار هو نهج الصغار المهزومين ! هناك حقائق يعلمها العراقيون علم اليقين، ومن هذه الحقائق التي لاتحتاج لأي دليل هي تجاوز واعتداء صدام على دولة الكويت دون اي مسوغ منطقي ! فالكويت عربية ومسلمة وجارة وقدمت لصدام الرذيلة كل مقومات المطاولة في حرب السنوات الثمان مع الجارة ايران بتحريض من امريكا واتباعها للوقوف بوجه الزحف الاسلامي العلوي, الذي اول قراراته طرد سفارة الكيان الصهيوني من البلاد واحلال سفارة فلسطين بدلا عنها ! ومن خلال ذلك فهم العالم اجمع ان حرب هدام ضد ايران الاسلام كانت حرب بالنيابة عن كل دول الاستكبار واعوانهم ! ان الاكثار من تبرأة صدام من جرائمه هو الدليل على جرمه! مع ان صدام الذليل رغم خبثه اعترف بان الحرب ضد ايران كانت مؤامرة لألهاء العراق وأيران لكي لاتتفرغ لقضاياهما ، وقال ان الدول التي حرضتنا ضد ايران هي نفسها التي استقبلت الجيوش الغازية لاحتلال العراق وتدميره !
والكل يعلم ان الذي ارتكب الابادة الجماعية في شمال العراق ضد الكرد والمقابر الجماعية ضد الشيعة في الجنوب هو هدام العراق الاخرق ! والقضاء على خيرات العراق وتجفيف الاهوار واعدام الاحرار بدفنهم احياء جرائم وثقتها كل منظمات العالم المهتمه بشؤون حقوق الانسان وكذلك المنظمة الدولية ( الامم المتحده) ومن الخيانة للعراق وشعبه التغاضي عن هذه المجازر! وليس من الوطنية ان ينصحنا البعض ان نترك الماضي لان صدام هلك ! صدام لقي جزاؤه الدنيوي لكن لم تنتهي تبعات افعاله المشينة! فأعدام صدام لم يرجع الاباء لابناءهم الايتام ، ولم تهدأ زفرات وحسرات ودموع الامهات الثكالى ! فأي ماضي نتركه ! واي كارثة نتخطاها وضحاياها يعيشون بين ضهرانينا ! ان الدعوة لنسيان جرائم صدام هي ذات الدعوة التي تنتقد احياءنا لعاشوراء الامام الحسين عليه السلام بحجة ان الماضي لايعود ! صدام وراء كل موبقة وكل مشكلة يعانيها شعبنا ، فلولا تهوره لما جرى علينا كل هذه الويلات ؟ فكيف نفسر نوايا الذين يحملون حكوماتنا من 2003 الى اليوم مسوولية جرائم انبطاح وقبول قرارات ( خيمة سفوان ) سيئة الصيت ؟ كل مشكلة او خسارة تحملها شعبنا ويتحملها لاحقا هي من يد صدام واتباعه والذين يصفون زمنه المظلم بالزمن الجميل! في كل يوم يطل علينا نفرات كاذبة تدعي الوطنية وحب العراق كذبا وزوا ! لان الذي يحب العراق لايسمي ال Hashd بالمليشيات التابعة للغير وهم يعلمون علم اليقين ان لو لا وجودهم لما بقي شيء اسمه عراق !
ان تبييض صفحة صدام اقبح عمل بعد صدام وجرائمه ، وللذين يتغنون بصدام وزمنه اقول انتم اول من خنتم رئيسكم حين سلمتموه للامريكان وهو في منطقتكم ! كفوا عن الكذب فالدنيا كلها تعلم يقينا انكم اسوء عصابة تسلطت على شعب لم يعرف في الدنيا شعب اكرم واشجع وانبل منه! ان كنتم تمتلكون الفضاء الديمقراطي الذي يعيشه البلد فلا يعني هذا انكم احرارا في طعن وتشويه سمعة الصالحين والمجاهدين والمضحين، اين كنتم عندما اجتاح اصحاب الدشاديش القصيرة بلادنا ! اين كنتم عندما اعتدى الافغان والشيشان على شرف وكرامة حرائر العراق، الكذب لايدوم ولن يفلح صاحبه والتاريخ حدثتا الكثير عن مصير الكاذبين والايام بيننا وقد خاب من افترى .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha