علي الشمري ||
أمريكا تلاعبت بالمصطلحات بطريقة وقحة جداً، و ذلك لغرض التضليل و ايهام الشعوب عن الهدف الحقيقي لها
من هذه المصطلحات "تهريب العملة"
نعم، لا ننكر وجود تهريب للعملة من قبل بعض المافيات و لكن هل كُل خروج للدولار او تعامل به هو تهريب للعملة؟
لا ابداً، كثير من المعاملات التجارية بين العراق و ايران، العراق و سوريا، العراق و لبنان، العراق و الصين، يصنفها البنك المركزي العراقي بأنها " تهريب للعملة "
ببساطة لأن أمريكا تُحرِم أي تعامل مع الدول التي وضعتها تحت العقوبات مثل (ايران، سوريا، لبنان... الخ)، و من جملة هذه العقوبات هو منع ايصال الدولار لهذه الدول، و بما إن الدولار يُعتبر العملة المحلية لأمريكا و بما إن أمريكا تعتبر نفسها ولي أمر العالم... فهي تعتبر أي تعامل شرعي تجاري مع الدول المُعاقَبة هو "تهريب للعملة ".
لكن و لكي تسيطر أمريكا على عملية التبادل التجاري بين العراق و ايران، فرضت تطبيق المنصة على العراق و التي تراقب كُل عملية لخروج أو دخول الدولار من البلد، فإذا كان التاجر يرغب باستيراد بضاعة من ايران يتم حجز امواله بالكامل تحت عنوان "تهريب العملة ".
إن الخروج من الهيمنة الأمريكية يتطلب اتفاق دول كُبرى مثل الصين و روسيا لإنشاء مؤسسات و هياكل مالية بديلة لحماية التجارة العالمية من هيمنة الدولار و هذا ما بدأت الصين بتطبيقه بالفعل، عن طريق جعل عملتها "الرنمينبي" هي الاساس في التعاملات التجارية مع كثير من الدول حول العالم.
و قد أثمرت هذه السياسية المالية، إذ إن البنك المركزي العراقي قد خصص مبالغ مالية بعملة صينية "الرنمينبي" للعملية التجارية بين الصين و العراق، بالنسبة للعراق هذا الأمر غير كافي و يحتاج الى خطوات جريئة للخروج من هيمنة الدولار، و أن لا يكون جزء من العقوبات على دولة جارة مسلمة و شريكة في المصير مثل ايران.
https://telegram.me/buratha