المقالات

كل الأرض كربلاء..سلام على سيد الشهداء ..


منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

اصبع على الجرح ..

 

ها هو العاشر من محرم يأتي معجزة تزداد إعجازا في كل عام آيات بينات وبحر من وعي المستبصرين والسائرين على نهج الكبرياء والعزة والإباء لثورة كربلاء .

 كربلاء الأكبر والاعظم وصرخة الإمام الحسين عليه السلام بوجه الطاغوت الرجيم .

 اذا كان من بديهية الأقدار في ما يشاء الله بوعد الحق ان تغدو كربلاء محجة العالم من كل بقاء المعمورة لتسمو بإعداد الزائرين لجلالة القداسة في رحاب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين وأخيه العباس والشهداء الابرار دموعا تتباهى وحزنا يتسامى وقلوبا والهة بحب محمد وآل محمد صوات الله عليهم .

 فإن الأرض كل الأرض تحزن بإجلال وإكبار والناس كل الناس تبكي بكاء العاشقين العارفين لتحيي ذكراك سيدي وتنعاك بنعي الخاشعين بكل اللغات وكل الاقوام وحيثما كان هناك عقل يعي وبصيرة ترى انعم الله عليها بالهداية وبرهان الوجود .

 سبحان الله سيدي يا حسين فانت مصداق ما قاله الإمام جعفر الصادق حقا قتيل كل عبرة فلا يذكرك الا مؤمن وكما قال المصطفى لا تبرد حرارة حزنك في قلوب المؤمنين الى يوم يبعثون .. سبحان الله أي اعجاز يتجلى واي تاج تربعت أبا عبد الله في السماء قبل الارض واي حقيقة كبرى انت وأي دلالة عظمى وكل ما عداك وهم وضلال ..

 اكتب كلماتي وانا اعيش الحزن الحسيني هنا في اوربا.  لم تعد قاعات المساجد والحسينيات تكفي أو تتسع لأحباب الحسين وانصار الحسين وارباب الحق والبصيرة .. لم يعد العراقيون رغم حضورهم الفاعل وصوتهم الحاضر وعطائهم الزاخر الا بعض من الكل .

 أناس لا تجيد العربية ، بلجيك وانكليز وفرنسيون والمان وافغان وهنود ومن الصين واليابان وكل جنسيات الكون تذرف الدمع معا وتلطم الصدور معا ويؤطرها معا حزن العارفين بدلالة الحسين عليه السلام . لم يعد البكاء عليك سيدي حالة عاطفية وإنسانية فحسب ولا فطرة لتوصيل المشاعر فقط انما صار دلالة على التحدي ومصداقا للقوةوصدى الحرية والإصرار للرافضين للضعف والإستسلام . عجيب عليك الدمع يا سيدي ..

انه يبعث الطمأنينة في القلب ويريح النفس ويمنح السكينة للوجدان ونقاء الروح . لم ار دمعا يمنحني السعادة كدمعي عليك يا حسين .. نعم سيدي صدق من قال .. تبكيك عيني لا لأجل مثوبة لكنما عيني لأجلك باكية ..

وفجائع الأيام تبقى مدة وتزول وهي إلى القيامة باقية .. نعم ايها السبط السيد الإمام الشهيد يا من بكتك السماوات والأرض والحجر والمدر وعلى طول الأيام سوف يبكيك كل مؤمن تقربًا ومواساة لرسول الله فالدمعة  ارتبطت بمصابك العظيم سيدي ولا يرتقي لمكانتها وتأثيرها وصوابها الا ذو حظ عظيم وقلب سليم وبصيرة منارة بنور محمد وال محمد .

لله درك سيدي الحسين في آخر ساعاتك وانت نودع فلذة الكبد وشبيه رسول الله علي الأكبر ونجل أخيك القاسم بن الحسن والأخ وحامل اللواء وقمر بني هاشم أبي الفضل والطفل الرضيع في المهد . اي جبل انت . اي عظيم وقديس . اي اعجاز فوق ما يحتمل العقل البشري .

اي صبر وكبرياء وشموخ انت سيدي . واهمون خاسئون من ظنوا ان يزيد  الدعي ابن الدعي قد قتل الحسين انما هو الحسين الخالد المقدس المتربع في عرش قلوب المؤمنين والثائرين هو من قتل يزيدهم ليهوي حيث هوى جده واباه الى جهنم وبئس المصير  ..

السلام عليك سيدي ابا عبد الله الحسين إماما وشاهدا وشفيعا يوم الحساب .

 السلام على اولاد الحسين وعلى ابي الفضل العباس وعلى أصحاب الحسين كواكب تنير الجنان .

 السلام على جبل الصبر ومصداق العفة ومدرسة البلاغة زينب الكبرى .

 والحمد لله رب العالمين الذي انعم علينا بنور البصيرة في سنا حبكم وولايتكم انه خير مولى وخير نصير .

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك