رسول حسن نجم ||
أشار السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره في إحدى خطب الجمعة في مدينة الكوفة، إلى مذكرات الجاسوس البريطاني همفر، ولايخفى على المتتبع للتاريخ الحديث بأن المخابرات البريطانية هي من صنعت مايُعرف اليوم بالمذهب الوهابي، ولقد أُختيرَ وبدقةٍ فائقة لزراعة هذا المذهب القديم الجديد، مكاناً يمثل لدى كل المسلمين في العالم أطهر البقاع في الأرض، وهي مكة المشرفة والمدينة المنورة، وهاتان المدينتان هما في صميم عقيدة كل مسلم، ومن هنا جرت المشيئة الإلهية أن يبدأ تطهير العالم من تلك المدينتين على يد سليل النبوة والرسالة أرواحنا لتراب مقدمه الفدا.
أرادت المخابرات البريطانية بعملها هذا تخريب الإسلام من الداخل ومن منبعهِ، وسلب الروح منه وجعله جسداً فارغاً لاروح فيه، وضرب أساسه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله ( لكلِّ شيءِ أساس، وأساسُ الإسلام حبنا أهل البيت)،
فكان ماكان من هذا المذهب المارق، من ضرب قبة النبي بالرصاص وهدم مراقد آل البيت في البقيع وطمس وإخفاء كل معالم وآثار النبي وآله صلوات الله عليهم ومحوها، كبيت النبي وبيت أمير المؤمنين وبيت الأحزان للزهراء عليهم السلام.
بعد النجاح النسبي لذلك المخطط قاموا بتطبيقه في العراق، من خلال زرع حزب بنفس المواصفات الوهابية، حيث الهدف واحد وهو القضاء على ذكر آل البيت عليهم السلام في أرضٍ
طاهرةٍ أخرى تمثل إمتدادهم الإسلامي الأصيل، لاسيما وإنها مركز المذهب الجعفري، فكانت النتيجة مجيء حزب البعث إلى السلطة، وهؤلاء البعثيون كان أشد مايُغيضهم أن يروا قدور الطبخ في محرم في الشوارع! حتى وصل بهم الحال أن يقلبوها بأرجلهم، وتنتفخ أوداجهم حنقاً على شيعة أهل البيت عليهم السلام.
يقول مولانا الإمام الرضا عليه السلام (... فلا تذهب الأيام والليالي حتى يُسار إليه من الآفاق...)، وقد تحقق هذا اليوم وسارت عشرات الملايين من كل الأقطار والبلدان إلى زيارة الحسين عليه السلام في مسيرةٍ مليونيةٍ لم تشهد لها الكرة الأرضية مثيل منذ أن دحاها الله سبحانه إلى يومنا هذا، وبالطبع هذا هدم لمخططات القوى الكبرى التي أنفقت مئات المليارات عليها لأكثر من مئةِ عام، فماتُراهم فاعلين؟
مثلما اعتبرت الوهابية ان زيارة مراقد الأئمة شرك بالله، وتشييد المراقد المطهرة لأولياء الله سبحانه بدعة، إعتبر البعثيون إن قدر التمن والقيمة ومجلس العزاء في محرم، محاولة إنقلاب يُعاقب عليها بالإعدام! ماأُريد قوله، لماذا بعض المحسوبين على المذهب وعلى الحسين عليه السلام نسى أو تناسى تلك الأيام، ويُشكِل على خدام الحسين بقوله (الحسين بس تمن وقيمة)! ومن قال لك ان الحسين كذلك، مع العلم إن هناك عوائل لايعرفون الشبع من الأكل الا في محرم وصفر.
هل يعلم هؤلاء ان التمن والقيمة تُطبخ على السواتر الأمامية لمتطوعي فتوى الجهاد في محرم تحت الرصاص والصواريخ!؟ ثم اذا كانت هذه القدور ليس لها صلة بالحسين عليه السلام، فلماذا كان أزلام النظام البعثي يستشيطون منها غضباً ويقلبونها على رؤوس أصحابها ويقتادوهم للإعدام!؟ ثم مابال القرآن الكريم يثني على آل بيت النبوة بقوله تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، أوَ ليس هذا الطعام من تلك القدور!!؟
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha