المقالات

تعلموا من الامام الباقر (ع)


ابو تراب العبودي 

---------------------------------------------------------

القوة الاقتصادية هي التي تصنع القوة العسكرية فيكون الامن والاستقرار والسيادة وتكون العلامة الفارقة لهيبة الدولة التي يحسب لها الف حساب وهذا ماكانت عليه حضارة العراق حين كان العراق اقوى دولة على وجه الارض بأقوى الحكام ومنهم نبوخذنصر الذي جعل ملك اليهود يركع امامه.

ولكن اليهود تعلموا وحفظوا الدرس منه وخططوا منذ ذلك الوقت والى الان حتى سيطروا على الاقتصاد العالمي.

عندنا نتصفح التاريخ نجد الغرب سابقا نفس الغرب الان بمفهوم واحد وهدف واحد وان اختلفت المصاديق فكانت روما هي التي تمثل الغرب سابقا وتحتل الكثير من البلدان بقوتها الاقتصادية التي صنعت لهم القوة العسكرية حتى قالوا (كل الطرق تؤدي الى روما) مثلما قالوا في القرون الاخيرة عن بريطانيا (الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس) كما يقولون الان امريكا العظمى.

بعد بزوغ نجم الاسلام العظيم اصبحت روما تحسب للأسلام الف حساب وتتربص به الدوائر حتى جاءت تلك اللحظة التي كادت ان تطيح بالأمة الاسلامية بضربة اقتصادية قاصمة لأن المسلمين لم تكن لديهم عملة بل كان التعامل بعملة روما التي كانت تتحكم بالمسلمين كما تتحكم الان امريكا بالدولار.

فأشترط امير الروم على عبد الملك بن مروان الذي كان حاكم المسلمين آنذاك بالتنازل عن بقاع اسلامية لصالح الروم ومهددا اذا رفضتم فسأجعلكم ترون شتم نبيكم مسكوكا على العملة بأشارة منه الى اساءة للرسول الاعظم (ص).

فدخلت الامة الإسلامية في انذار كبير بدءا من عبد الملك الى المسلمين وهم في حيرة لايعرفون ماذا يفعلون وما الحل ولم يجدوا الحل الى عند (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فارسل عبد الملك بن مروان الى الامام الباقر (ع) قائلا ادرك دين جدك فلم يتردد الامام الباقر (ع) واعطاهم الحل الناجع وقال لعبد الملك اجمع لي الحدادين واهل الاختصاص واجمعوا الذهب والفضة وامرهم بأذابته وكان العمل ليل نهار وقاموا بسك النقود وامرهم بالكتابة على الوجه الاول سورة التوحيد والوجه الثاني (اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله) وما هي الا ايام حتى عادت الحياة للأمة الإسلامية بفضل الامام الباقر (ع).

ماذا نستفيد من هذه الحادثة التاريخية العظيمة:

اولا : ضرب الامام الباقر (ع) مثلا رائعا بالطاعة لله ورسوله والحفاظ على بيضة الاسلام وهو الذي رأى بعينه مجزرة كربلاء الرهيبة على يد بني امية وعبد الملك من هذه الشجرة الخبيثة وما جرى قبلها وبعدها على اهل البيت عليهم السلام.

ثانيا : اعاد للأمة الإسلامية هيبتها وكرامتها.

ثالثا : بدلا من ان يمرر ملك الروم خطته بالأساءة للرسول (ص) اصبح المسلمون يرون سورة التوحيد والشهادتين على عملتهم.

رابعا : انقذهم من العبودية والتبعية الاقتصادية للغير.

خامسا : اعاد الثقة بالنفس والاعتماد عليها امام المعضلات الكبيرة.

سادسا : الاعتماد على الطاقات الموجودة في داخل الامة الاسلامية.

سابعا : الاستفادة من الاخطاء ووضع حلول ناجعه للمشكلات.

ثامنا : عندما تصل القضية الى الدين والكرامة يجب ان نكون يدا واحدة.

 

يجب علينا قراءة التاريخ جيدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك