خالد غانم الطائي ||
يتصور ثلة من الناس ان ميزان اعمال العبد في يوم القيامة هو ميزان مادي شأنه شأن الميزان الذي يستعمله الناس لمعرفة الوزن الحقيقي للاشياء،
وهذا التصور خاطئ لوجهين اثنين:
الوجه الاول : ان الناس يستعملون الميزان لجهلهم بحقيقة وزن الشيء فهم في استعمالهم للميزان ينتقلون من المجهول الى المعلوم لوجود جهل سابق يعقبه علم لاحق بالوزن بعد ذلك، هذا وان الله هو العالم والعليم والخبير والمحيط بكل شيء، قال تعالى (والله عليم بما يفعلون) – سورة النور الآية 41-، ومن الثابت عقائدياً ان الجهل يستلزم النقص وصفات الاله هي صفات الجمال والكمال ، قال العلي العظيم ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها) – سورة الاعراف الآية 180-.
اما الوجه الثاني : فهو ان الناس ميّالون الى قولبة الاشياء والامور بقالب مادي لأنسهم بالشيء المألوف وقد وردت كثير من اوصاف العالم الغيبي (عالم ما وراء الطبيعة) لتقريب الفكرة الى ذهن الانسان والذي هو محجوب عن الغيب ومن الجدير بالذكر ان اول اوصاف المتقين التي وردت في سورة البقرة هو الايمان بالغيب (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ...) اذن ميزان الاعمال معنوي كنائي وليس مادي له وجود خارجي.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha