علي الشمري،||
يعتقد الشيعة إن الذي سُلب من أمير المؤمنين ليست إمامته، فهو إمام منصب من الله، و لم تسلب العصمة منه... لكن ما أُنتزِع منه هو الحُكم، أن يكون حاكماً يخلف الرسول ص
جموع المسلمين يقفون بالضد من هذا القول، فيقولون إن الرسول صلى الله عليه وآله، لم يقم بأمر الحكومة و إنما تولى إيصال الرسالة... بناءاً على هذا، هناك فرقٌ بين دوره كحاكم و بين وجوده كرسول ناصح للأمة!
ثم ظهرت المقولة التي توجب طاعة الحاكم بِر كان أو فاجر، إن هذا الاعتقاد شكل دعامة قوية للحكام المنحرفين عبر التاريخ في مسك مقاليد الحكم... بالإستناد الى عقائد أهل السُنة و الجماعة.
فالحجاج الثقفي مثلاً، كان حاكم واجب الطاعة بالنسبة للسُنة، كذلك السيسي اليوم الذي بدوره يدير مؤسسة الأزهر كونها مؤسسة حكومية خاضعة للحاكم!
هذا الأمر، جعل الصليبيين (أو الغربيين) يميلون الى تنصيب حاكم سُني المذهب، و تمكين السُنة من مناصب في الدولة يكون هؤلاء تحت رعاية و حماية الغُزاة... كون الغازي هو الحاكم على العالم، سواء كان بريطاني أو أمريكي ( كما أفضت الحرب العالمية الاولى و الثانية).
من الحُمق بالنسبة للأمريكي، تمكين رجل شيعي ليكون حاكماً ، فهو لديه مرجعية يعود اليها في شؤون الحكم المصيرية، و هذا كان واضح بكتابة الدستور العراقي بعد ٢٠٠٣ م.
لهذا ثورة العشرين التي تحالف فيها الشيعة مع العثمانيين ضد البريطانيين، كانت نتيجتها تسليم حكم الدولة للعائلة المالكة "السنية"، كمناورة بريطانية!... وجرت العادة لتنصيب رئيس حكومة سني، و قد يكون صالح جبر مستثنى من هذه القاعدة... لأنه جيئ به لتوقيع معاهدة بورتسموث"سيئة الصيت" و تحميله تبعات هذه المعاهدة في الداخل... لهذا ظهرت الاهازيج في ذاك الوقت
" نور السعيد القندرة و صالح جبر قيطانة "
و استمرت دوامة دعم الحكام السُنة و تمكينهم في العراق من بعد الملكية "عبد الكريم قاسم" وصولاً الى " صدام حسين "
٢٠٠٣م كانت هناك قراءة أمريكية واقعية لوضع النظام الذي شارف على الانهيار، من الحصار و العقوبات بالإضافة للحركات" الشيعية " المناهضة للنظام و التي إن تُرِكت ستستحوذ على العراق تمهيداً لإيران ثانية بقيادة " محمد باقر الحكيم "!
تدخلت أمريكا و أسقطت النظام و دمرت مؤسسات الدولة، تمهيداً لإعادة تشكيل العراق الحديث بنظام حكم غير متوازن.. للشيعه دور فيه، لكن لا يسمح تحت أي ظرف بالمقاومة و التصدي!... البرلمان أقوى من الحكومة، و رئاسة الجمهورية تمثل بوابة طوارئ لرجال أمريكا في العراق!
جاء الحشد و قدم انموذج "عسكري" "اسلامي" "وطني"... دافع عن المناطق السنية، و احتوى تحت ظله تشكيلات من كافة الطوائف... و بعد الانتصار الكبير على مرتزقة أمريكا، لم ينفرد بالحكم أو يستأثر به "كما هي عادة المنتصر"، إنما استمرت العملية الديمقراطية في البلد بمشاركة، المكونات الصغيرة.
هذا هو حكم الشيعة، مقابل حكم السنة الذي كان منبطحاً لحكام العالم و سلموا لهم البلد على طبق من ذهب، تُسندهم في ذلك قواعدهم الشعبية السنية التي حُقِنت في نخاعها العقدي بقبول أي حاكم و اعتباره مرجعاً لدينهم و دنياهم!
الشيعة الذين غيبوا قسراً عن الحكم، اليوم يتم تعييرهم بأنهم ليسوا أهلاً له!، تدعمهم في ذلك منصات اعلامية أنتجت لنا فِراخ شيعية يشعرون بالنقص و الدونية!
نعم هناك في بعض الزوايا شيعة مداهنين، و منتفعين و باعوا ذممهم للأمريكي... و لكن، هناك ثوابت في الرجوع الى الفقيه الذي إن تدخل في مفصل ما، سيُذعن له الجميع
و هذه هي بوابة الحل و الأمل بالنسبة لنا عند الانحرافات أو الاشكالات العميقة التي قد تمثل انعطافة تاريخية مهمة، كما حصل في حادثة دخول الخضراء من قبل أنصار السيد مقتدى.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha