احمد الخاقاني ||
إن كل قول وفعل يصدر منا من المؤكد أنهما محفوظان في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى وفق قانون
{ قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى } طه 52 .
وانطلاقا من هذه المراقبة لنا من قبل الله ورسوله ووليه وفق قانون
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } التوبة 105 ...
صار لزاماً علينا عدم القيام بأي قول ولا فعل يكون خلاف ما فيه رضا الله ورسوله ووليه ومن أهم الاسباب التي تدعو لعدم فعل ذلك هو إن نتيجة العمل الصالح في المجتمع يكون ذو تأثير في بناء المجتمع الصالح والخالي من كل موبق وفساد اخلاقي ومالي واداري وزور وغش وخيانة وكل ما نعانيه اليوم .
وفق قانون
(..إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ..) العنكبوت 45
والصلاة هنا أمر إلهي وبفعل الامر الالهي يتم لنا تغيير المجتمع نحو الاحسن وفق قانون
{ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الرعد 11
إذن كل ما نقدمه من تطبيق للأوامر الالهية تكون نتيجته بناء المجتمع الصالح وكل ما نقوم به من فعل ما نهى الله عنه تكون نتيجته الفساد في المجتمع لأنه لكل فعل أثر في كل من حولك وهذا الاثر وفق قانون (الصلاة تنهى) لان الصلاة فعل فكان أثرها أصلاح المجتمع وبناء دولة الحق والإنسانية وبالمقابل ترك الصلاة هو فعل ينتج عنه فساد المجتمع , من خلال نفس قانون الاية الذي ذكرنا حيث يكون اللازم القرآني (التقابل الاجرائي) (( إن في ترك الصلاة مجلبة لكل فحشاء ومنكر)) وعليه صار عندنا نتيجة قرآنية أخرى وهي
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } يس12
فقانون ( ما قدموا وآثارهم ) حاكم على الكل بأنه إن قدم الخير وجد المجتمع قد دب فيه الخير وأن قدم الشر والفساد وجد المجتمع قد دب فيه الشر والفساد لأنه ما من أحد أضاع تطبيق قانون رباني واجب فعله وفعل نهي رباني لازم عليه تركه إلا كان ممن زاد الطين بلة في فساد البلاد والعباد لان القرآن يؤسس لقانون يؤكد فيه على أن كل من كان قوله وفعله خلاف قوانين الحق يُخلف من بعده نتيجةٌ هي حشود من الاجيال تكون خلاف شريعة السماء وبين القرآن الكريم لذلك في هذا القانون
{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } مريم59
وعلى ضوئه نؤسس لقانون كل من أتبع الشهوات أضاع الصلاة .
وكل من أضاع الصلاة ملأ المجتمع بالفحشاء والمنكر .
وعلى ضوئه أيضا نؤسس لقانون أخر كل من ضيع الاوامر الالهية بفعل النواهي الالهية كان ممن له اليد الطولى في
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الروم41
وكل من فعل الفساد من فحشاء ومنكر يشمله قانون
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } النور19
فلا ننسى بيان الاية (عذاب في الدنيا) وعذابات الدنيا من خراب دب البلاد والعباد لا يسعنا حصره هنا ولكن لا بد من ذكر أشد العذابات وهو غياب دولة الحق عقل الامة الذي به يسود القسط والعدل ألا نرى كيف هي الامة الان مجنونة تعطي وتمنع على هواها لا لشيء إلا لان العقل غائب من جراء قبح أفعالنا فلا نطلب الظهور الكريم ما لم نكن وفق قانون أسسهُ الله في حديثه القدسي
(عبدي أطعني تكن مثلي ,أقول للشيء كن فيكون وتقل للشيء كن فيكون ) بحار الانوار ج102 ص164
ومثلية الله لا تفعل ما لا يرضي الله بل تفعل ما يرضيه فتكون المثلية التي بيدها تغيير المجتمع نحو الاحسن لأنها غيرت نفسها وفق قانون
{..إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.. } الرعد11 وعلى ضوء ذلك نؤسس إلى ان كل من فعل الاوامر الالهية وترك فعل ما نهى الله عنه يشمله هذا القانون القرآني في الدنيا وهو
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } الأعراف 96
وأكبر فتح لنا هو ظهور دولة الحق بالقسط والعدل .
وكذلك ومن فعل الاوامر الالهية وترك فعل ما نهى الله عنه يشمله هذا القانون القرآني في ( الاخرة )
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة 82 .
جعلنا الله وإياكم ممن يفعل الخير فيكون ممن ساهم في بناء المجتمع الصالح وظهور دولة الحق والعدل الالهي .
٢٠٢٣/٧/١١
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha