محمد الياسري ||
منذ عقد الثمانينات ومغامرات النظام البعثي المقبور وحربه المفروضة على الجمهورية الاسلامية والديون التي ترتبت عليها ومن ثم سقوطه بغزو الكويت التي ساندت صدام المقبور في حربه العدوانية على ايران - وهو جزاء تلقته نتيجة مواقفها الحمقاء - ومن ثم الحرب الاميركية والتي انهارت فيها محطات انتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية في العام ١٩٩١ واختفت تماما وبعد غزو العراق عام ٢٠٠٣ انهارت المنظومة الكهربائية بشكل كامل.
وبعد تشكيل الحكومة المؤقتة كان ملف الكهرباء على طاولة مفاوضات العراق واميركا بالاضافة الى الملف الامني فكانت ردود الاميركان الاهتمام بالملف الامني وترك الكهرباء مطلقا ، وبعد عدة دورات حكومية لاتزال المشكلة الازلية للعراق هي الكهرباء لان أي مشروع تتقدم به السلطات العراقية يصطدم برفض اميركي مباشر وغير مباشر والنتائج كما هي اليوم نراها بوضوح.
كانت المساعدات الايرانية اولى المساعدات للعراق بعد عام ٢٠٠٣ ومنها ملف الطاقة الكهربائية فقد تقدم بتقديم عروض سخية جدا في ملفي توريد الغاز الايراني والكهرباء ، فالغاز الايراني لتشغيل محطات الكهرباء العراقية بواقع ٢٥ مليون متر مكعب ، اما خطوط الامداد الكهرباء الايرانية بواقع ١٢٠٠ ميغاواط وعبر اربع خطوط هي (خرمشهر - بصرة ، كرخة - عمارة ، كرمانشاه - ديالى ، سربلذهاب - خانقين) ، ومن حسن الحظ ان ايران تحتاج للغاز شتاء والعراق يحتاج الغاز صيفا وهو ما يساعد على استمرارية تزويد العراق بالغاز بشكل لايتقاطع مع احتياجات الداخل الايراني في وقت الذروة وكذلك موافقة طهران على دفع بغداد للمستحقات بالاجل لحل الازمة العراقية ، كما تقدمت بعروض سخية اخرى منها بناء محطات كهربائية كمحطة كهرباء الحيدرية وهي هدية من الشعب الايراني للشعب العراقي وانشاء محطات كهرباء في البصرة والسليمانية واربيل كما تقدمت بعرض سخي جدا وهو استثمار الغاز المصاحب الذي يحترق وبأقل كلفة قياسا بالعروض الاوروبية والخليجية ولكن بسبب الرفض الاميركي تعطل المشروع ولايزال معطلا.
اما الديون المتراكمة فقد شكلت عائقا كبيرا واحرجت المسؤولين الايرانيين كثيرا لان ببساطة ايران أوفت بالتزاماتها من حيث توريد الكهرباء والغاز ولكن العراق لم يفِ بإلتزاماته بارسال المستحقات المالية رغم تقديم عدد من العروض التسهيلية وكذلك الوساطات الدولية مثل الوساطة العمانية لنقل الاموال بسبب العقوبات الاميركية ، ولم نعرف السبب لماذا لم يستطع العراق ارسال الاموال لايران رغم ان الامارات وقطر والسعودية والكويت وحتى كوريا الجنوبية يرسلون مبالغهم المالية ويتبادلون تجاريا بسلاسة وامام أعين واشنطن؟
احد وزراء الكهرباء السابقين ذكر بوضوح بان العراق اسوأ زبون في ملف الكهرباء والغاز لان ببساطة يريد الغاز ولايريد التسديد او يتكاسل بالتسديد ويلتزم بعقوبات احادية بل ان بعض المسؤولين العراقيين اشد التزاما بالعقوبات من الاميركان انفسهم ، ان ايران تزود الغاز للعراق وتستورد بالمقابل الغاز من تركمانستان لسد حاجتها في محافظات خراسان رضوي وخراسان شمالي وگلستان وكذلك كثير من الشركات غير الحكومية في ايران تساهم في عملية نقل الغاز الايراني للعراق ، وبالتالي يتطلب من طهران تسديد مستحقات الغاز التركمانستاني واجور الشركات غير الحكومية ورغم توجيه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي وضغوط رئيس الجمهورية الاسلامية السيد ابراهيم رئيسي على تلك الشركات بالتحمل لحين حل الاشكال بهدف مساعدة العراق والشعب العراقي الا ان المسؤولين العراقيين أنفسهم يتكاسلون في ايجاد الحلول او ممارسة الضغوط على اميركا ، والا ما معنى ان تقترح توريد المواد الغذائية والادوية لايران بينما هي تصدر لدول الخليج الفارسي وللعراق وافغانستان وپاكستان المواد الغذائية والادوية؟.
الحلول العراقية غير واقعية وبيان الاطار التنسيقي اوضح الاسباب الحقيقية وشخصها بشكل دقيق وحدد الجهة المسؤولة عن ازمة الكهرباء وهي الادارة الاميركية وطالب الحكومة بتحمل مسؤوليتها في ايجاد الحلول لديون الغاز الايراني ومن جهته اكد سفير الجمهورية الاسلامية في بغداد الحاج محمد كاظم آل صادق بان ورقة الكهرباء يجب ان تخرج من التعامل السياسي الاميركي.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha