أحمد الخاقاني ||
نسمع كثيراً المطالبة باصلاح وضع العراق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونسمع أيضاً بأن هذا الإصلاح يكون من خلال وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وهذه المقولة فيها خرم كبيرة في عراقنا الجريح والسبب واضح كون احزاب السلطة لديها بضع شخصيات معينة تداور بها بين المناصب التي تحصل عليها بعد كل فترة انتخابية وهذا لا يعني ان هذه الشخصيات غير جيدة وغير نزيهة بالمرة وليس طعناً بها بل قد تكون هذه الشخصيات غير متخصصة في المفصل الحكومي الذي تتسنمه مما يؤدي لفشله في ادارة هذا المفصل كونه بلا دراية بخفايا هذا التخصص نعم ممكن يضع مستشارين له يُفهِمونه ما يدور في عمله ويقدمون النصح والمشورة اللازمة له ولكن هذا الامر مؤدها ان يكون هذا المسؤول بيد هؤلاء المستشارين وهي عقبة لا تخلوا من مخاطر فشل العمل ولدينا شوهد كثيرة حول المسؤول الطماطة الفاشل منذ عام ٢٠٠٣ وليومنا هذا والذي يتم وضعه بإكثر من منصب وبأكثر من تخصص ولاحظتم ولاحظنا فشل الكثير منهم ولا نقول اجمعهم حتى لا نعمم والتعميم مخروم لصدق نجاح البضع منهم. فمثلاً ادارة وزارة المالية تحتاج شخص ذو عقلية علمية وأقصد دراسته الأكاديمية ذات طابع علمي وكلما كان صاحب هذا المنصب ذو شهادة هي من نفس تخصص المنصب كلما كان الامر أنجع للنهوض بواقع عمله وهكذا بقية مناصب الحكومة من مناصبها العليا كوزارات ووكلاء وزارات ومدراء عامون ثم الادنى فالأدنى فإن تحصل هذا الامر بنسبة جيدة فهي خطوة بالإتجاه الصحيح ثم يكون السعي بتزايد هذه النسبة حتى تكون اغلب مفاصل ادارة الحكومة بيد أهل التخصص النزيهين الفاعلين كمثل وزارات النفط والتخطيط والصحة والبيئة وهكذا بقية الوزارات ومن منصب وزير فما دون .
وقد يسأل سائل انه من الصبع الأن ايجاد هكذا شخصيات متنوعة بتخصصات مختلفة وتكون نزية يُوثق بعلمها وعملها داخل كل الاحزاب فتضطر الأحزاب لوضع من تثق فيه بحصتها من المناصب الحكومية .
نعم كلام صحيح ولكن على الاحزاب السياسية ان تبدأ ببناء احزابها بناء مؤسساتي ومن ضمن هذا البناء بداخل كل حزب يتطلب وضع قسم كامل يستقطب الكفاءة الفاعلة في الساحة وحتى الناشئة او المغمورة وتدريبهم وتطويرهم كلاً وفق تخصصه بدورات خارج العراق وداخله تزيد من خبرته في تخصصاتهم بأحدث ما وصل إليه العالم والعلم وتعطي الافراد الجديد حافز أكثر فيتم بنائهم بدورات مهمة لتطوير تخصصهم وهذه الدورات منها في الادارة والادارة الحديثة ومنها في تطوير الذات وأسلوب التعامل مع الحياة العامة والأزمات ومنها عقائدية ومنها جهادية وهكذا ومن الأن يمكن أن يتحرك الأحزاب بإيجاد قسم فاعل في كل حزب إن لم يكن موجود ويمكن ان يكون تحت أسم (بناء القيادات) يعمل على تحضير أفراد بمختلف التخصصات العلمي والإنسانية حتى يكونوا ذخيرة لقابل الايام في اخذ مكانهم الطبيعي في خدمة البلد ورفع شأن الجهة التي ينتمون لها .
وهنا ملاحظ مهمة بأن بقية الاحزاب من المكونات الاخرى في البلد تُعاني من نفس الأمر بوجود المسؤول الطماطة الفاشل فإن تفوقنا عليهم بأن نضع المختص النزيه بمكانه الصحيح سنكون علامة فارقة ونقطة مضيئة للعراق مما يضطرهم لفعل ما فعلنا وإلا سيُشار لهم بأنهم هم سبب خراب البلد لا كما يشاع إعلامية وهو مقصود ان احزاب السلطة الشيعية هي سبب الفساد .
وعليه امامنا اقل من نصف سنة لإنتخابات مجالس المحافظات وهي مفصل مهم للنجاح في مشروع اعادة الثقة بالمكون السياسي الشيعي بمحافظات الوسط والجنوب ويلزم التحرك لإختيار الكفوء المختص النزيه وتدريبه بالشكل الجيد قبل عرضه كي يُنتخب وقد يكون بعد ذلك سبب للخراب والفشل والنهب .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha