بقلم : علي السراي
لقد قالها الذي لا ينطق عن الهواء (( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة )) وسرعان ما انقلبت الأمة ودخلت تيه بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، كل فرقة تلعن أختها مابين نبي يهجر (بحسبنا كتاب الله ) وغدير مذبوح بي ( إن الحُكمُ إلا لِله وليس لك ياعلي )... فطفق الضياع معلناً طوفان نوحِ من سقيفة الغدر ومناد ينادي ( أن أحرقوا بيوت الظالمين ) .... ومازال الدخان يتصاعد من تلك الخيم... خيم الغدير المُعطل...وأعواد ذلك الباب والمسمار والضلع المكسور...
لقد تنوعت سُنة الله في الأُمم السابقة، مابين إختبارات وتحديات وإمتحانات وبلاءات، محطات إلهية يختبر الله فيها عباده، وعلى مدى الإلتزام تكون النتيجة، فإما إلى جنات الخلد أو في أحضان الشيطان، وكان نصيب أُمة النبي الخاتم صل الله عليه وآله من كل ذاك هو الامتحان العظيم في ((غدير خم )) ذلك اليوم الذي إكتمل به دين الله، بسم الله الرحمن الرحيم
(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتم عليكم نعمتي رضيت لكم الإسلام دينا )) المائدة 3
فيوم الغدير هو يوم الركن الركين، والعهد المعهود، يوم الميثاق الأكبر الذي أخذه الله ورسوله على عباده، يومُ حُددت به معالم إرادة السماء، ووزعت المهام والأدوار، ووضع دين الله في نصابه ومكانه، إلا أن سامري الأمة وصاحبه كان لهما رأي أخر بعيداً عما رسمتهُ السماء ورب السماء، ليضحى هارون الأمة وصّديقها وفاروقها ويعسوبها وإمامها الاعظم وحيداً دون ناصر أو معين إلا من النزرُ اليسير ممن وفى ببيعته ، ليبدأ ناعور الدم المراق بالدوران، وحلقات مسلسل القرابين الطاهرة المُسجاة على منحر توحيد الله، مابين إمام مغدور وأخرمسموم وأخر ذبيح على شط الفرات وأخرمطارد وسجين ووو حتى ضجّت السماء وعجّت مما فعلته أمة الأشقياء بعترة خاتم الأنبياء، فكانت حتمية جواب السماء إن الله
(( يأبى إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون )) ووعد (( بمهدي )) يقطعُ به دابر القوم الكافرين والخونة المارقين ومن غدر الغدير وأمير الغدير فيحقق حاكمية الأرض ويملاها قسطاً وعدلا، لينهل العالم كل العالم من نبع زُلال سلسبيله الصافي، بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )) فيُتبّر ما علا الشرك تتبيرا ، ويقطع دابر القوم الكافرين والخونة المارقين ومن غدر بالغدير وأمير الغدير،
فالغديرمحمدي علوي الوجود مهدي البقاء، ولعمري فقد كذب من آمن بالغدير وجحدَ المهدي، وكذّب من أمن بالمهدي وجحد الغدير، فكلاهما هاديان مهديان، ورغم كل الإخفاقات والإنكسارات والنكسات والهزائم التي مُنيت بها الأمة على يد طواغيتها وتنكبهاعن جادة الحق والصواب وركونها إلى السامري وعجله وخواره ،إلا أن الأمر مازال متاحاً، والفرصةُ مواتية للإتحاق بركب الغدير وصوته المنادي على المتخلفين عنه بذات شعار كربلاء، أن هلمّوا فإن من لحق بنا استشهد ومن لم يلحق لم يدرك الفتح، هلمّوا يا أنصار وأعوان الغدير المغدور وتهيأوا وإستعدوا فالكون كله يعيش اليوم إرهاصات ما قبل بزوغ فجر غديركم المبارك ، هلمّوا واركبوا بسم الله والله أكبر سُفن إنتظار الوعد الإلهي وربانها مهدي الغديرالذي ينتظر منكم مواقف أبي ذر وسلمان والمقداد ، فعن إمامنا الصادق عليه السلام قال (( ليعُدن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت لأن ينسىء في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره )) نعم... كونوا مستعدين ليوم يُرفع فيه شعار يالثارات الغدير يعلوه شعار يالثارات الحسين، فلعمر الله ما ذُبح الحسين إلا يوم ذُبح فيه الغدير ...
اللهم عجّل لوليك الفرج والمُكنة والنصر ، وإجعلنا من أنصاره وجنوده لإحياء يوم الغدير المغدور على يد شذاذ الآفاق والاحزاب ونبذة الكتاب وعصبة الاثم، ويبقى النداء مدوياً يصم مسامع الدهور والعصور (( من كنتُ أنا مولاه.. فهذا عليُّ مولاه.. اللهم والِ من والاه.. وعادي من عاداه.. وانصر من نصره.. واخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار ))
وسلام على الغدير وصاحب الغدير والأخذ بثأرالغدير والسائرين على نهجه من الاولين والاخرين.
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا والحمد لله رب العالمين...
https://telegram.me/buratha