نعيم الهاشمي الخفاجي ||
أجمعت كتب أمة الإسلام سواء في كتب الحديث والسيرة والتفسير، أن رسول الله محمد ص نزل عليه جبرائيل ع وأمره في إبلاغ الأمة الإسلامية في إذاعة بيان مهم، وأن الأمر الإلهي وقع في منطقة غدير خم لدى عودة رسول الله ص من مكة إلى المدينة المنورة.
الأمر الإلهي نزل وفق الآية القرآنية المباركة، { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}، الاية (67) من سورة المائدة، لذلك الرسول محمد ص دعى إلى صلاة جامعة في مفارق طريق الحجاج من مكة إلى المدينة والى بقية الامصار للدولة الاسلامية، اجمعت كتب السيرة والحديث أن واقعة الغدير كانت في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة.
وقوف الرسول محمد ص بين آلاف الصحابة ليعلن للأمة أن ينعي نفسه، وقال، أنا تاركٌ فِيكم ثَقلينِ: أوَّلهما، كتابُ الله، فيه الهُدى والنُور فخُذوا بكتاب الله، واستمسِكوا به، فحثَّ على كِتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال، وأهلُ بَيْتي، أُذكِّركم اللهَ في أهلِ بيتي، أُذكِّركم اللهَ في أهل بيتي، أُذكِّركم الله في أهلِ بَيتي)، هذا الحديث رواه مسلم والبخاري في صحيحيهم، ولم يرد ذكر حديث كتاب الله وسنتي، رغم ان مشايخ الوهابية يتعمدون الكذب بالقول في وجود حديث كتاب الله وسنتي، وقد رد الكثير من الكتاب والخطباء والمثقفين السنة على هؤلاء الكذابين منهم الداعية الفلسطيني عدنان ابراهيم.
لذلك لم تكن حادثة الغدير حدث عابر، ابدا، بل الغدير كان اليوم الذي نَصَّبَ الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه و آله بأمر من الله عزَّ و جلَّ علي بن أبي طالب عليه السلام خليفةً و وصياً و إماماً و ولياً من بعده.
وردت المئات من الأحاديث حول غدير خم، من الطرف السني ذكر حديث الغدير ١٣٠ صحابي أنهم شاهدوا رسول الله محمد ص ممسك في يد الإمام علي عليه السلام، ووردت أحاديث بعظمة يوم الغدير من كتب الحديث الشيعي عن أئمة آل البيت ع ، منها حديث عن الإمام علي بن أبي طالب ع بعد توليه الخلافة جمع الصحابة في منطقة الرحبة وناشدهم الله عز وجل بالشهادة أنهم سمعوا حديث رسول الله ص وشهد اربعين صحابي ممن شهدوا معركة بدر وأحد أنهم سمعوا حديث رسول الله ص أن الخليفة بعد رسول الله ص هو الإمام علي بن أبي طالب ع، وذكرت كتب الحديث، عن الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده، إِنَّ يَوْمَ الْغَدِيرِ فِي السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ فِي الْأَرْضِ، وورد حديث عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وَ اسْمُهُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ الْعَهْدِ الْمَعْهُود، وَ فِي الْأَرْضِ يَوْمُ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَ الْجَمْعِ الْمَشْهُودِ، وأيضا وورد حديث عن الامام الرضا عليه السلام، وَ اللَّهِ لَوْ عَرَفَ النَّاسُ فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِحَقِيقَتِهِ لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّات.
وورد حديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله)، معاشر الناس، إن علياً صدّيق هذه الأمة وفاروقها ومحدثها، إنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، إنه باب حطتها، وسفينة نجاتها، وإنه طالوتها وذو قرنيها.
المصدر، بحار الأنوار ج ٣٧ -ص ١٣٢.
كل كتب الحديث والتفسير اجمعت أن الإمام علي ع اول الناس اسلاما، واشجعهم في ساحات الحرب، وافصحهم وابلغهم واعلمهم في القرآن والسنة، وأجمعت كتب الحديث والتفسير بنزول اية المباهلة بحق رسول الله ص وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، واجمعت كتب الحديث والتفسير أن تفسير اية التصدق بالخاتم نزلت بحق الإمام علي ع تصدق وهو ساجد، واجمعت كتب التاريخ والتفسير أن اية النجوى ودفع الصدقة لم يفعلها سوى رسول الله محمد ص والإمام علي بن أبي طالب ع، بل واجمعت كتب التاريخ والتفسير أن تفسير الآية وقفوهم أنهم مسؤلون، أن الله عز وجل يسأل العباد عن ولاية الإمام علي بن أبي طالب ع وقد اعترف الناصبي المكفر للشيعة أمام المفخخين أحمد بن تيمية أن اية وقفوهم أنهم مسؤولون أن الله عز وجل يسأل العباد في يوم الحساب عند ولاية الإمام علي بن أبي طالب ع.
كيف الله يسأل العباد عن ولاية الإمام علي ع والأمة اضطهدته ونازعته حقه واغتالته وقتلته وقتلت أبنائه وتم سبي أحفاد وحفيدات رسول الله ص من النساء والأطفال.
آية التطهير وبشهادة أم المؤمنين أم سلمة عليها السلام أن الآية نزلت في بيتها، وأن الرسول محمد ص كان تحت الكساء ومعه فاطمة والحسن والحسين وعلي بن أبي طالب عليهم السلام، وقال قولته الشهيرة اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم، هناك حقيقة أن حادثة السقيفة، والتي قادها انقلابيون، تسبب هذا الانقلاب في انحراف الأمة وظهور مذاهب مبتدعة ابتدعتها السياسة لابعاد أمة
الإسلام عن خلفاء الأمة الذين نصبهم رسول الله ص، بأمر من الله عز وجل،هناك مشكلة حقيقية بين غالبية التيارات الوهابية والقوى البعثية الطائفية مع شخص الأمام علي بن أبي طالب ع، عندي صديق لبناني سني من طرابلس اللبنانية تعرفت عليه قبل ٢٣ سنة، رجل متواضع، بدأت صداقتي معه كنا نلتقي بالشارع ونتبادل السلام وتطورت العلاقة إلى صداقة وتطورت إلى نقاشات وحوارات ومن تلقاء نفسه تشيع رغم انا رفضت ذلك وقلت له لدينا ملايين الشيعة الغير ملتزمين الأولى بي أن افهمهم معنى الإسلام ومذهب آل البيت ع، كان ولازال شعاري لايهمني أن يتشيع السني بقدر أن ينظر لي انا اخ له في الدين، تشيع بقرارة نفسه، في العام الماضي كنا في جلسه حديث قال لي حجي نعيم دع عنك أن السنة يكفرون الشيعة هناك حقيقة وانا من عائلة طرابلسية سنية للقشر أن لدينا موقف تجاه شخص الإمام علي بن أبي طالب ع وكنا في مجالسنا نقول لو كان مقتول علي بن أبي طالب ع في بدر واحد لما وقع الخلاف بين أمة الإسلام واصبحنا سنة وشيعة، ولخلصنا من علي بن أبي طالب، هذا هو الفهم السني لغالبية ابناء السنة بنظرتهم إلى علي بن أبي طالب ع، لكن بعد ان تشبعت وجدت الإسلام الحقيقي في علي بن أبي طالب ع وأن الإمامة منصب الهي لكن الأمة انحرفت ورفضت ذلك، ورغم الانحراف لكن وصلت الإمامة إلى محمد بن الحسن المهدي والذي يقيم دولة العدل التي بشر بها الأنبياء والرسل، ولابد أن تقام دولة العدل وتعرف الأمة حقيقة الضرر الذي سببه انقلاب السقيفة المشؤم، لانريد أن نحاكم التاريخ بقدر اننا نستذكر وصية رسول الله ص في الغدير وكيف حسان بن ثابت القى قصيده بحق علي بن أبي طالب ع، يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال، فمن مولاكم ونبيكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له، قم يا علي، فإنني رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم، وال وليه وكن للذي عادا عليا معاديا.
وذكرت كتب التاريخ أن ابي بكر وعمر قالا إلى علي بن أبي طالب بخ بخ لك يا علي أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة، الأمر الثابت والواضح وضوح الشمس بظهيرة جو شرق اوسطي بنهار صيفي خالي من الغيوم أن علي بن أبي طالب ع هو الخليفة والزعيم والإمام بعد رسول الله محمد ص، لذلك علي بن أبي طالب ع خير هذه الأمة، وأنه أتقى الأمة، وأنه إذا كان أتقى الأمة فبلاشك يكون أخشاها، لأنه أعلم الأمة، وإذا هو أعلم الأمة، يكون أدل الأمة على العدل، وإذا كان أدل الأمة على العدل، أكيد يكون أهدى الأمة إلى الحق، والذي تكون به كل هذه المواصفات يكون أحق الأمة أن يكون متبوعا ولا يكون تابعا، وأن يكون حاكما ولا يكون محكوما عليه، لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون} [يونس، ٣٥].
للعلم والإحاطة،ما وثقته كتب الحديث عند إخواننا أهل السنة،عن الإمام علي
وولايته،وفضائله، وسيرته
أكثر بكثير مما وثقته كتب الشيعة، فلا تستغربو، وعلى سبيل المثال، ابحثوا عن «حديث الثقلين»
ستجدون صحة الحديث وبالإجماع(كتاب الله وعترتي أهل بيتي) وليس وسنتي
غير أنها غيبت عمدا، وبطريق صناعة الكذب للتغطية على الحقيقة المرة بأحقية الإمام علي بن أبي طالب ع.
في هذا اليوم العظيم ابعث أفضل التحيات والتقدير إلى زعيمي وقائدي وصديقي الحميم المفكر والفيلسوف العظيم واضع علم الأخلاق وحقوق الإنسان والحيوان وصاحب النبوءات الصحيحة وعالم الفلك والحيوان والبارع في علم الطب والرياضيات الزعيم الأوحد الخالد بعد رسول الله ص الصديق الحميم الإمام علي بن أبي طالب ع والذي لايعجبه أن لا يتبع الإمام علي بن أبي طالب ع فليضربه مليون مرض وألم مع زحار ودزنتري وسرطان وفيروس ومليون طحيل.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
6/7/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
