المقالات

على شاطئ الغدير


بـدر جاسـم ||

 

سنة الله سبحانه، لكل نبي وصي، فعيسى (عليه السلام) وصيه شمعون الصفا، وموسى (عليه السلام) وصيه يوشع بن نون، فنظام الوصاية نظام إلهي، فالوصي طود عظيم، لمنع الأمة من الانزلاق والدين من التحريف، لو نظرنا من الشرفة على التاريخ، لرأينا أن ما من أمة عصت وصي نبيها إلا وتفرقت، وحرف دينها، لذا قام الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر من الله تبارك وتعالى، بتبليغ الأمة أن علياً بن أبي طالب (عليه السلام) هو الوصي والخلفية من بعده، فكان يوم التنصيب عيداً للمسلمين، به تمت النعمة ويأس الذين كفروا من الإسلام.

بعد عدة تصريحات من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنهُ يعيش عامهُ الأخير، وسوف يحج هذه السنة، فطلب النفير للحج، فكان الحج مميزًا بحضور الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الظروف التي توج بها الإمام علي (عليه السلام) كانت غير قابلة للإنكار، ولم يترك حِجة لمنافق، ولا شبهة لحاقد.

يعد يوم الغدير عيد الإمامة، فقد أكتملت به أركان الإسلام، وبه سوف يُسعد المسلمون إلى يوم القيامة، سوف يجنبهم الفرقة والفتنة، أنه صراط النجاة، لكن لم تمضي الايام كثيراً، حتى أنقلبت الأمة على عقبيها، لتُنكر البيعة، فقد أنكر المئة والعشرين الف شاهد على حق علي(عليه السلام) بالخلافة، لم يتبقى مع علي (عليه السلام) ما يزيد على أصابع اليد، إن الأمة تناست آية التطهير والمباهلة والنجوى، علاوة على كذلك نسيت معركة خيبر وأُحد والخندق، لقد خسرت الأمة علياً، ويا لها من خسارة، فلو التزمت الأمة بيوم الغدير، لما سالت منها كل هذه الدماء. لو أسلمت الأمة الأمر لعلي (عليه السلام)، لما جاعت ولا هُجرت ولا سُرقت، لما حصل كل هذا الجور على أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليهم) الذي كان ودهم هو أجر الرسالة.

إن صاحب الغدير اليوم، ووريث الإمامة، هو الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه الشريف) سنبقى على حالنا هذا، تنهش بنا الأعداء من كل جانب، ويحرق كتاب الله العظيم، وهم يحمون من يسيء لنا، ما لم نعد له، ما لم نمهد لدولته، وسنبقى في عتمة الجهل، إذا لم نتجه إلى مصدر النور، إذا لم نعرف أن مسلم بن عقيل (عليه السلام) هو المطاع حتى يقدم الحسين الغائب،فتمييز القائد هو أهم أولويات الانتصار.

الغدير يوم عظيم، له أعمال خاصة، لما له من أهمية، وأعظم أعياد الله، بهذا اليوم مسك الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يد علي (عليه السلام) ورفعها، وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه، فلا تقوم قائمة للامة حتى ترفع يد علي (عليه السلام) لياخذها للإيمان والعدالة.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك