المقالات

وا أسفاه على يوسف الزهراء..!                                                              


احلام الخفاجي ||                                                                   

 

منذ نعومة اضفاري وانأ أطارد الكلمات كسرب فراشات أتتبع خطواته, اراقبها وهي ترقد في كهف الأبجدية, وحين تزاورها شمس الحروف, فتارة تقرضها ذات اليمين, واخرى ذات الشمال, وقلمي باسط ذراعيه بالوصيد.         

أقولها وانأ خجلة, لطالما التهمت عيوني سطور رواية لأجاثا كريستي, وهي تقتفي اثر القاتل, وفي كل مرة ترتدي أفكاري معطفا جديدا لمخبر سري, تلهث خطواته لفك شفرات جريمة, ليصطاد القاتل بشباك الحقيقة, ولطالما سرحت بخيالي وانأ اقرأ (أنشودة المطر) ياترى كيف هي جيكور, تلك القرية الجنوبية التي أنجبت السياب هل مازالت تحتضن القمر؟

لطالما غصت في بحور تاريخ المقاومين كما وصفتهم الكتب, حتى أصيبت ذاكرتي بالتخمة, وحروفي بالغثيان من دخان الرصاص الهارب من نافذة الكلمات, لكن عذرا يا يوسف الزهراء لم اقتف إثرك يوما, لأعلم أين استقرت بك النوى؟ ولطالما ذرفت دموعا أواسي بها طفلا يتيما عابر سبيل, لكن لم يخبرن احد إن هناك طفلا صغيرا من إل محمد  ذو خمس سنوات سكن ألبراري وهو يحمل على كتفه الغض أعباء الإمامة!                                                      

سنون قضيتها وانأ أ أتفحص المصادر الواحد تلو الأخر, لأحصل على شهادتي الجامعية, لكني لم اقرأ يوما كتاب فيه اسمك حفظت السيرة الذاتية لكثير من الشعراء والأدباء, لكني لم اطلع على سيرتك الذاتية! ولطالما حلقت بجناحي الطفولة بين  سطور المنهاج المدرسي ألذي حفظناه عن ظهر غيب, لكني لم أقرا بين سطوره ولو سطرا واحدا يخبرني إن هناك قائدا عالميا سينجلي الليل ما إن يسفر صبحه!                                                                                            

فعذرا ياصاحب الحنان, مع كل العقوق الذي حملته لسنين طوال, لكنك لم تغفل عني ولم تنسانٍ, وها انت ذا تقف على عتبة الانتظار تلوح بيد العطف, وكان لسان حالك يقول لطالما فتشت عنك في قوافل الوافدين إلي, سيدي, إني خجلة أنت تبحث عني وانأ أهرول مبتعدة عنك حيث متاهات الحياة, كطائرة ورقية فلت خيطها من يد طفل صغير, ومازلتُ أتسول على أرصفتها رغيف توبة, وغاب عني إن كل الطرق تؤدي اليك.                                                     

   إني ممتنة لتلك اليد التي طالما تدخلت في تشكيل قدري, لامهالي الوقت الكافي, لارى حقيقة الاشياء بعين البصيرة, لطالما شعرت بتلك اليد تربت على كتف احزاني وكان لسان حالها يقول انخ برحل تعبكٍ, لتقبل إلي الطمانينة ولتهمس في اذني لاتخافي, فقط اخلعي نعلي قدم فؤادك, فانك في وادي يوسف فاطمة فلاتحزني.                                              

سيدي ياصاحب الزمان باي لغة اعتذر منك, وكل اللغات وقفت خجلة تلوذ وراء حجاب عفوك وعطفك؟ اخبرني يامهجة القلب والروح, هل لي إن اهز جذع نخلة عطفك ليتساقط علي رطب عفوك جنيا؟                                                                       

بأي لغة اعتذر منك على أيامي, ألتي عاشت مواسم الشتات والتي لم تهتد لنورك؟ اقبلني مولاي, فلأبرح مكاني هذا  حتى ترضى, أو ابلغ  من أمري  نصبا.                                                                                                      

يا من ملئت الكون وجودا وحضورا وأنت غائبا, ها نحن نتكئ على كتف لطفك, كلما داهمتنا فتن الحياة, سيدي أنت من تسمع أنيننا وشكوانا, وتبصر غفلتنا, لترمي قميص وجدك على عيون قلوبنا لترتد بصيرة.

سيدي مازالت الحياة  ترمي بإثقالها على كاهلنا فيميل جدار الروح, فتقيمه بيدك كلما اراد إن ينقض, اقبل يامولاي وفي كفك الغوث والرحمة, فمازال ايتامك في غياهب الجب, ومازالو يُمنونٓ انفسهم  بسيارة عطفك, لُترسل واردها ولتدلي بدلُوها, لتخرجهم من بئر الغياب و لتردد ارواحنا يابشرانا.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك