المقالات

العجز الامريكي... سياسيا وعسكريا وماليا


سامي جواد كاظم

عندما تطالعنا وسائل الاعلام بارتفاع العجز في الموازنة الامريكية مع اصرارها على دعم الحروب والمنظمات الارهابية ومساعدة عملائها من الحكام المرتزقة نقف متسائلين عن طبيعة السياسة الامريكية المالية في ظل استهتارها الدولي بالقيم الانسانية وشن الحروب وابادة الشعوب الا توجد جهة معينة في البيت الابيض لتعالج هذا العجز المستمر مع كل سنة

يبرر بايدن ان العجز استفحل في زمن ترامب ومهما يكن الامر فما هو دورك في معالجته وانت تضخ بالاموال والسلاح لاوكرانيا وللسعودية لضرب اليمن وللمنظمات الارهابية في سوريا ومن جانب اخر تعلن العقوبات وتبتز الاموال من البنوك تحت مسمى مصادرة الاموال .

هذه الظاهرة التي ان تدل على شيء فانما تدل على اتفاق كل العاملين في البيت الابيض على هذه السياسة بل قد تكون مقصودة من اللوبي الصهيوني المتنفذ في الادارة الامريكية لابقاء الحكومة تحت رحمتها اذا ما فكرت في يوم ما الوقوف امام مخططات الصهاينة والتي تشير التقارير ان اغتيال كندي الرئيس الامريكي هو بسبب اقدامه على اصدار قوانين تحد من الاستيطان وتمنح الحقوق للفلسطينيين .

هذه الارقام التي تجاوزت التريليونات من الدولارات يقابلها الشذوذ والضبابية امام بعض سياسات الدول الاخرى المالية التي تعتمد قوتها المالية من ضخامة خزينها من الدولارات التي يكسب قوته من قوة امريكا عسكريا واقتصاديا هذا سابقا ، اما الان فالامور متغيرة وبالرغم من ذلك يعتبر الدولار هو المقياس للتجارة العالمية وخصوصا تصدير النفط علما ان الدولار هي ورقة تطبعها امريكا بلا رصيد ، وهنا التساؤل عن ضخامة عجزها وهي من تطبع عملتها ، ويقابلها تذمر بعض الدول من سياسة امريكا ولكنها في الوقت ذاته لا يمكنها التخلي عن الدولار بالرغم من انها ترمي بتصريحات هي تلميحات بانها ستعتمد العملة كذا ولا زالت الى الان تراوح في مكانها ولم تتقدم خطوة واحدة باتجاه ما صرحت به .

وتعلم علم اليقين كل هذه الدول ان امريكا لاشيء اذا ما تخلوا عن اعتماد عملتها او حتى قطع العلاقات معها لانها دولة غير مؤتمنة وغدارة وبسهولة تتخلى عنهم اي عن من يعتقد انه بحمايتهم اذا جاءها من يدفع اكثر .

لم اذكر الارقام لانها مذكورة في اغلب وسائل الاعلام وقد تكون كاذبة او قليلة او مبالغ فيها والله العالم ولكن بالنتيجة انها تعاني من العجز بالرغم من قوة اقتصادها صناعيا وتجاريا وزراعيا وحتى ما يخص تصدير النفط فالمصروفات لديها ليس على خدمات شعبها بل لتمويل الحروب والارهاب والمليشيا الدولية ( حلف الناتو) اضافة الى تمويل الامم المتحدة حتى تكون طوع رغباتها في اصدار قراراتها ، هذه الدولة التي حاولت جاهدة ضرب الاتحاد الاوربي لاسيما بعدما اعتمد اليورو كعملة موحدة لهم الا انه فشل فلجا الى الحروب وضحك على زيلينسكي في استفزاز روسيا وبالتالي شنت حربها ضد اوكرانيا ، ولو تاملت جيدا فان المتضرر هو الاتحاد الاوربي بالرغم من ان العجز يتفاقم في الموازنة الامريكية ولا زالت تضخ الاموال والاسلحة لاوكرانيا لانها ترى اضرار العجز يقابلها عجز الاقتصاد الاوربي وهذا اهم بالنسبة لهم .

قد يصرح الرئيس الفرنسي بهذا الخصوص ويلمح الى سوء الادارة الامريكية الا انه لم يتخذ اية خطوة ضد الادارة الامريكية بسبب موقفها من حرب اوكرانيا .

تبقى الدول التي تتعامل مع امريكا هل ستضع لنفسها سياسة مالية فيما يخص تعاملها مع الدولار الامريكي لضمان مستقبلها المالي .

يتذكر الجميع عندما ضحكت امريكا على الامم بان للدولار رصيد من ذهب وعندما طالب ديغول التعويض بالذهب عن ما لديه من الدولار الامريكي افتضحت الادارة الامريكية وهي استنفذت كل ما لديها بسبب الحرب الفيتنامية واصبح الدولار لا يساوي ورقة تنظيف في التواليت ، ولكن العملاء من العرب عندما ضحك عليهم كيسنجر اعاد الروح للدولار باعتماده في اوبك .

مهما تكن نوايا امريكا في خبثها العالمي فانها ستلحق بالكيان الصهيوني من حيث زوال سطوتها في العالم ويكون الثمن دماء ورغيف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك