المقالات

تأسيس حزب " الأردن الحرّة " في العراق

1023 2023-05-27

عباس سرحان ||

 

تقدم نحو خمسة آلاف عراقي بطلب الى مفوضية الانتخابات في العاصمة العراقية بغداد لإجازة تشكيل حزب جديد سمّوه "الأردن الحرّة".

ويهدف الحزب الى العمل في الساحة الاردنية ومد خطوط اتصال مع اردنيين رافضين لحكم العائلة المالكة في الاردن، بهدف الوصول الى السلطة وتغيير اوضاع البلاد.

ويقول مؤسسو حزب "الاردن الحرّة" انهم أولى بحكم الأردن متهمين العائلة الاردنية بأنها "عميلة لبريطانيا" والغرب بشكل عام.

 وفي هتافات لانصار الحزب في العاصمة العراقية بغداد،  توعدوا ملك الاردن عبد الله الثاني، بالعمل بشتى الوسائل بما فيها العسكرية لقلب نظام حكمه.

وكشف مصدر مقرب من المفوضية العليا للانتخابات العراقية أنها تدرس إجازة الحزب كون حرية العمل السياسي مكفولة للجميع. وأكد المصدر أن الحزب يحظى رسميا بدعم وتأييد خمسة آلاف عراقي وهو العدد المطلوب لإجازته.

تخيلوا لو أن هذا الخبر صحيح، وأن عدة مئات من العراقيين أقاموا احتفالا في المدن العراقية تأييدا لحزب "الاردن الحرة" ورددوا هتافات معادية للنظام السياسي في الاردن، فكيف ستكون ردة فعل الحكومة الاردنية على هذا الخبر؟!.

بالتأكيد انها تستنكره وتستدعي السفير العراقي وتسلمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وقد يصل الامر الى استدعاء السفير الاردني الى عمّان للتشاور.

لأن الحكومة الاردنية ستعتبر تأسيس حزب سياسي في العراق بهدف الاطاحة بنظام الحكم في الاردن عملا عدائيا وفق الاعراف والمواثيق الدولية.

لكن مضمون الخبر أعلاه حدث تماما في الأردن قبل نحو اسبوعين، حيث أسس عدة آلاف من الأردنيين "حزب البعث" في عمّان بهدف الإطاحة بالنظام السياسي في العراق، ومع أن أهداف الحزب تتعارض مع مبدأ حسن الجوار فقد حصل الحزب بأهدافه تلك على إجازة مفوضية الانتخابات الاردنية.

لكن ما يثير الاستغراب حدّ الدهشة أن الحكومة العراقية بوزارة خارجيتها تغافلت عن هذا الحدث ولم تعره أدنى اهتمام مع أنه يعتبر انتهاكا صارخا لسيادة العراق وفيه تهديد واضح للسلم والأمن العراقيين.

كما لم تصدر من الاحزاب والكتل السياسية العراقية باستثناء "حزب الدعوة الاسلامية" بيانات ادانة واستهجان لهذا التصرف الاردني، وهو ما يضعها في مواجهة جمهور واسع من ضحايا حزب البعث في العراق.

بلا شك يدرك الاردنيون خطورة إقدامهم على إجازة حزب تتخطى أهدافه غير المشروعة حدود الاردن، وتهدد أمن وسيادة واستقرار بلد عربي مجاور. ومع ذلك أجازوه، وللموقف الرسمي الاردني هذا عدة تفسيرات كلها في غير صالح العلاقات العراقية – الاردنية.

وأبرز التفسيرات أن الأردن ومنذ زيارة وفده البرلماني الى العراق مطلع العام الجاري ولقائه مسؤولين وسياسيين عراقيين بهدف الحصول على مساعدات عينية ومالية لدعم الاقتصاد الاردني، بدأ ينتهج سياسة الابتزاز مع العراق.

فتلك الزيارة لم تحقق النتائج التي كان الاردنيون يرجونها، حيث لم يحصل الاردن على إعانات عراقية بعد أن تعذر الجانب العراقي بصعوبة الاوضاع الاقتصادية العراقية وعدم قدرته على تقديم مساعدات الى الاردن على حساب المواطنين العراقيين.

منذ تلك الزيارة أطلق الاردن العنان لأرملة حسين كامل، رغد بالتدخل في شؤون العراق وإطلاق تصريحات معادية ضد العملية السياسية، وتوج الموقف الاردني بإجازة حزب البعث ومنحه صفة رسمية للعمل على التنظيم والعمل في العراق والاردن.

ولكن كما لدى الاردن وسائله لابتزاز وتهديد العراق، فللعراق الرسمي والشعبي أوراقه القوية للضغط على الاردن، وهناك تحركات شعبية عراقية لتنظيم مظاهرات احتجاج امام السفارة الاردنية في بغداد، والدعوة لمقاطعة البضائع الاردنية، ومطالبة الحكومة العراقية بإيقاف التسهيلات الجمركية الممنوحة الى الاردن.

وعلى الحكومة الاردنية ان تختار بين اللعب الخشن واللعب الناعم.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك