المقالات

المرأة العراقية ومشاريع الشيطان..!


كوثر العزاوي||

 

"ألينا رومانوسكي" ومنذ أن استلمت مسؤولية مطبخ سفارة الشيطان الأكبر، بدأت تعدّ اصنافًا من الطبخات بنكهة السم والعسل معًا لتقديمه للمرأة العراقية حصرا، وراحت تغرس شجرة الحب والحرص باسم المرأة وفتيات العراق، وتحت عناوين حماسية ممزوجة بالغيرة والهمّة، وكأنها استلمت صك الوصاية على المرأة وما يتعلق بحياتها الاجتماعية والأسرية، والأهداف معروفة سلفًا!!

حتى نجح الكثير والخطير منها على أرض الواقع، لنرى أسفًا حشدًا كبيرًا من نسائنا اليوم بمختلف فئآتها العمرية على غير هدى من ربها أو في ضلال مبين!! وها قد شرّفَت العراق شخصية جديدة "الأميرة صوفي" جاءت لتسند مشروع الشرّ المخطَّط له بخطوطٍ براقة ناعمة بدعوى خلاص المرأة العراقية من الضيم ورفع الحيف عنها!! ولَعمري! هل المشروع لخلاصها ام الخلاص على أنساتيتها!! وليت شعري أين كان كل هذا الحرص والشهامة على المرأة العراقية عندما انتُهِكت حُرمتها وذُبِحت إنسانيتها يوم نصَب ربيبَهم المدلّل"صدام السفاح" لخيرة نساء العراق وحرائره، مقاصل الموت وأحواض التيزاب ودفنها حيّة في مقابر جماعية، أينكم عنها سنين طوال ولامن صوت ولو همسًا من قِبل دعاة حقوق المرأة والعنف ضدها وتمكينها وغير ذلك من التبجّحات التي لاطائل لها وقد بطلَت حجتها!! حقًا منتهى السخف والسخرية، ونحن نشاهد حكومتنا الموقرة بأعلى هَرمها، تستقبل وبمنتهى الحفاوة أحد أفراد العائلة الملكية البريطانية في بغداد، الأميرة "صوفي هيلين ريز"وقد حملت رسالة الملك تشارلز الثالث الى العراق، ومما جاء في حديث أكدتهُ الاميرة عبر رسالة مَلَكية سلّمتها لرئيس الجمهورية "عبد اللطيف رشيد" وقد تركّزت حول ملف المرأة والسلام والأمن، لطفا ضع أكثر من خط تحت عنوان{ملف المرأة}!كما حملت الرسالة مضامين مختلفة، لعل منها ما يرتبط بشؤون المشروع السياسي على مستوى العلاقة بين البلدين رسميًا، وهذا ما لايعنينا، أمَا وأنّ ثمة مَهمّات خطيرة تخص المرأة حملتها رسالة الملك بواسطة "الدوقة الأميرة" فهذا هو مايدعو إلى الإستياء والإستفزاز، فضلًا عن الخوف والقلق لما تحمله من طبخات مسمومة قابلة لتفعيل وترويج ماشَرَعت به سفيرة الشرّ من تهديم أسوار القيم والعادات الأسرية والإنسانية، بل الأنكى، أنّ ثمة زيارات عدة لمواقع مهمة أجرتها الدوقة بهدف تشجيع المرأة العراقية على المشاركة الفاعلة في المجتمع حسبما خطّطوا لها!، كما شملت لقاء السفير البريطاني لدى بغداد، والذي اكّد حرصه الحقيقي على تحقيق "المساواة للمرأة"ولاندري ماذا تعني المساواة ومع مَن تُساوى المرأة العراقية؟!! ترى أيّ من التشريعات الإسلامية السامية مرشّحة للتعديل والتخريب تلك التي تنوي بريطانيا استهدافها!

أما الفكرة الثابتة التي شدّدت عليها الأميرة صوفي تمثّلت بتقديم رسالة نُصحٍ للعراقيين حكومةً و شعبًا (بتحقيق قدرٍ أكبر من المساواة للمرأة و ضمان حماية حقوقها) مؤكدة(لاحظوا التأكيد) ان هذا الملف هو الذي سيحقّق إزدهار العراق و استقراره المستقبلي، عجبًا! (المساواة وحقوق المرأة)..!! اهم من الأمن والمحافظة على الدستور من التلاعب والاختراق!!

أليس من هوان الدنيا أن يتلقى بلد المقدسات والعلماء النصح من ربائب الغرب!!والله تعالى يؤكد حقوق النساء بقوله:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}! البقرة ٢٢٨

أليس من المحزن أن تتلقى حكومتنا الأوامر من الغرب في تضعيف منظومتنا القيَمية التي حفِظت للإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص حقوقه وماء وجهه الذي استقاهُ وانتهلَ عذْبهُ من نبعِ القرآن ونهج آل محمد "عليهم السلام"!!! أليس الله تعالى قد أكّدَ في كتابه الكريم احترام إنسانية المرأة وكرّمها كما كرّم الرجل وهو القائل:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}النساء ٧٠

أليس هو مَن حدثنا أنّ النوع الإنساني واحد {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} النساء ١- وأنّه لا فرق بين الذكر والأنثى في ميزان العدل الإلهي،{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ}آل عمران ١٩٥- أليس قد بيّن الله "عزوجل" أنّ دور النساء لا يقلّ عن دور الرجال في مجال العمل وخدمة المجتمع وتبليغ الرسالة وهم في الأجر سواء بقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}التوبة ٧١- فماذا بعد الحق إلّا الضلال!! مالكم كيف تحكمون!!

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك