المقالات

شباب شيعة العراق ومشروعهم القيادي العالمي


علي الخالدي ||

 

    قال الإمام الصادق (عليه السلام) في الدعاء بعد صلاة يوم الغدير: يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن، إن أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسؤل عنها عبادك، فإنك قلت وقولك الحق (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) وقلت (وقفوهم إنهم مسؤولون).

    القيادة في ثقافة المجتمع الشيعي تكون معدومة، وخاصة في المجتمع العراقي، حيث تم تغييب وتكبيل هذه الفكرة نهائياً في ادبيات هذه الحواضر، لأسباب سياسية بعد ان سيطرت حكومات الجبابرة عليه، وحتى لا تفكر هذه التجمعات البشرية بالثورة والانقلاب، تم حفر رؤوس أهلها بمعاول الإحباط والتنكيل والتحقير، على أن المجتمع الشيعي غير صالح للقيادة والحكم، واول من بدأ بالترويج لهذا يزيد ابن معاوية مع الامام الحسن عليه السلام، حيث قال (ما للحسن والسياسة) أي أنه امام للعبادة فقط، كما يروج اليوم في اوساطنا، بقول العمامة ليس للسياسة والحكم والقيادة، واستمر مشروع يزيد عليه لعائن الله ليومنا حيث ظهرت شعارات (السياسة نجاسة) (الشيعة مو مال حكم بس للطم) حتى غرست هذه الموجهات في عقول الناس واستسلمت لها، واصبحت أسيرة دائرته, وأخذ يجلد الوجود الشيعي ذاته بسوط العبودية للظالم.

     خلاف ما تقدم نجد ان الطرف المخالف، يزرع فكرة القيادة والترأس ويرسخها في اذهان الصغار وهم ما زالوا في مراحل الابتدائية! ولم يصلوا سن الادراك, ويعلمونهم كيف يستخدمون باقي المجتمعات، مع انهم اقلية ولا يصلون حتى خمس سكان البلاد، ويفعل كل ما في وسعه لإبعاد الآخرين عن الحكم، وإن احتاج إباحة حرمة الدماء والأعراض والأموال ليحكم قبضته على سدة الحكم، بمساعدة رجال الدين الذين يجيزون ذلك بتقديس الرئيس وطاعة حكمه العمياء، والذي تخالفهم فيه كل شرائع السماء.

     نزيد على ما ورد آنفاً، أن من أسباب تهميش القيادة في الحواضر الاسلامية، هو تغييب الوعي المهدوي والسياسي في القضية المهدوية, التي من اهدافها قيادة وإدارة المجتمع، والتي غفلتها الأمة الإسلامية طيلة اربعة عشر قرناً، وهذا ما اشرنا إليه في معرض الحديث، فالوعي السياسي المهدوي يعني معرفة حق الإمام الغائب المنتظر عليه السلام، والعمل على إظهار حقه في الأرض وهو { مسؤولية العباد} الصالحين المؤمنين، وهو ما سيسألون عنه في يوم القيامة (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) (وقفوهم إنهم مسؤولون) وهذه المسؤولية هي مسؤولية إسقاط الانظمة الجائرة ومحاربة حكومات الظلم في العالم.

     يعد الجيل الشبابي العراقي الشيعي اليوم هم الأكثر وعياً، على ما تقدمه من أجيال، بعد أن ادرك ان عصرهم هو عصر القيام الموعود، وأن الظهور الشريف والقضية المهدوية تقع على عاتقه وهي مسؤوليته وواجبه، دون غيره من المجتمعات، ففيه دولة الإمام وعاصمته، لذلك يلحظ الشعب العراقي حراكاً ونهوضاً مهدوياً غير مسبوق، وأصبحت المهرجانات المهدوية ترافق باقي مناسبات أهل البيت عليهم السلام، ولا تنفك عن ذكرهم, وهذا نتاج الشعور بالقيادة في المجتمع المهدوي.

     إن القضية المهدوية تعني كُن قائداً في مدرستك او محل عملك او في مدينتك، بنشر الثقافة المهدوية، ليكون لك سهماً في بناء دولة العدل الإلهي (والسابقون السابقون* أولئك هم المقربون) الآية 10,11 سورة الواقعة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك