المقالات

كاسرات الحياء: أداة الإرهاب القيمي

980 2023-05-19

د.أمل الأسدي ||

 

قلنا في مقال سابق: إن الماكنة الغربية تسلط علی مجتمعاتنا نوعا جديدا من الإرهاب وهو الإرهاب القيمي، وتحدثنا عن تمظهرات هذا الإرهاب ووسائله وغاياته، وقلنا إنه جزء من الحرب الناعمة علی هويتنا ومجتمعاتنا الإسلامية،  أما اليوم فسنتحدث عن توظيف كاسرات الحياء كأداة للإرهاب القيمي، وكسر الحياء: هو الترويج إلی رذيلة أخلاقية ما، يرفضها المجتمع؛ لأنها تناقض هويته ودينه وقيمه وفطرته السليمة،  يتم توظيف النساء في ذلك- غالبا- لتقوم بالفعل  المحظور مقابل المال، وهي بذلك تكسر الواقع السائد، وتكسر حياء النساء ـ أولا ـ ثم سائر فئات المجتمع، وقد يقوم  رجلٌ بهذا الدور، لكن  الاعتماد علی النساء  أكثر، وقد تكون كاسرة الحياء أو كاسر الحياء شخصيةً مغمورةً فتكتسب الشهرة  بعد ما قامت به، ويستمر علی ذلك توظيفها في مزيد من الأعمال الدعائية الترويجية، وقد تكون شخصيةً مشهورة أصلا، فنانة أو إعلامية، أو عارضة أزياء أو بلوجر blogger ، أو إنفلونسر influencer أو يوتيوبر Youtuber، فيتم توظيفهم في  عرض ماهو محظور أو مرفوض من قبل المجتمع؛ لأنه يتعارض مع منظومته القيمية.

وأحيانا تكون كاسرة الحياء شخصية مغمورة وتبقی مغمورة حتی بعد أدائها  العمل المكلفة به، أو تتخفی وتظهر بمظهر آخر في  عمل آخر، وزي آخر وشكل آخر، والغريب أنهم حين يروجون لفعل غريب أو محظور أو مرفوض، تجد أن عملهم يُغطی من قنوات فضائية، ولايلتفت المشاهد حينها إلی  مسألة حضور هذه القناة أوتلك وتغطيتها لهذا الحدث، وبإمكان المتلقي تذكر نماذج كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة ولاسيما في أيام احتجاجات تشرين!!

ولايقتصر كسر الحياء علی القيام بأفعال خادشة للحياء، فقد يكون الفعل متعلقا بالترويج لفكرة  أو نشاط يستهدف الهوية( الدينية أو الوطنية أو الثقافية..الخ) علی سبيل المثال الترويج للحج الإبراهيمي الذي يضرب الهوية الإسلامية ويستهدف ركنا من أركان الدين ويمهد لنسفه، ثم نسف مكانة الكعبة المشرفة ورمزيتها، وحضورها  الواقعي في حياة المسلم، وقد أظهرت قناة الشرقية رجلا وامرأة يحجان الی زقورة أور، ويروجان لفكرة الحج الإبراهيمي الذي تسعی اليه الماكنة الصهيونية، وتريد إشاعته وتطبيقه في العراق  ودول المنطقة عموما.

وفي الحقيقة إن أغلب أفعال كسر الحياء في المجتمع سواء كانت خادشة أم غير خادشة، ترتبط بموضوع واحد أو قضية واحدة تسعی الی تحقيقها المنظومة السلطوية الغربية من أجل السيطرة علی مقدرات الشعوب  عبر تفتيت هويتهم وانسلاخهم من منظومتهم القيمية الأخلاقية، وفي إطار ذلك كله يتم التركيز  علی المرأة، لماذا؟ لأنها أساس الأسرة، فإذا صلحت؛ صلحت الأسرة ونشأت متعافيةً حتی وإن كانت الظروف المحيطة بها قاسية!!

وإذا فسدت المرأة؛ فسدت الأسرة وتفككت، وبتراكم حالات التفكك الأسري، يتفكك المجتمع، وتتفتت هويته ويضعف نسيجه، لهذا تجد هذه الآونة تصاعدا في ترويج المحتوی الذي يمس بنية الأسرة ويغتال أمنها، عبر توظيف كاسرات الحياء، ومن ذلك الترويج للشذوذ والترويج للعلاقات المحرمة، والتحريض والحث علی العنف وغيرها من الموبقات والمحرمات التي من شأنها ضرب الهوية وتفكيك الأسرة والمجتمع، وهنا  أدعو المجتمع كله، وأدعو المؤسسة الدينية وأدعو الدولة ومؤسساتها لمتابعة هذا الاستهداف وردعه ومكافحته؛ فمجتمعنا وعلی الرغم من كل المؤامرات مازال متعافيا محافظا علی قيمه الأصيلة، وإن كان هناك بعض الانحرافات فهي حالات معدودة لايخلو منها أي مجتمع، بلحاظ أنه لايوجد مجتمع ملائكي، وإنما يوجد مجتمع تضبطه القوانين وتنظم سياقاته بالشكل الذي يحرص علی تنميته ووعيه ويحافظ علی هويته وبنائه.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك