المقالات

كاسرات الحياء: أداة الإرهاب القيمي

1127 2023-05-19

د.أمل الأسدي ||

 

قلنا في مقال سابق: إن الماكنة الغربية تسلط علی مجتمعاتنا نوعا جديدا من الإرهاب وهو الإرهاب القيمي، وتحدثنا عن تمظهرات هذا الإرهاب ووسائله وغاياته، وقلنا إنه جزء من الحرب الناعمة علی هويتنا ومجتمعاتنا الإسلامية،  أما اليوم فسنتحدث عن توظيف كاسرات الحياء كأداة للإرهاب القيمي، وكسر الحياء: هو الترويج إلی رذيلة أخلاقية ما، يرفضها المجتمع؛ لأنها تناقض هويته ودينه وقيمه وفطرته السليمة،  يتم توظيف النساء في ذلك- غالبا- لتقوم بالفعل  المحظور مقابل المال، وهي بذلك تكسر الواقع السائد، وتكسر حياء النساء ـ أولا ـ ثم سائر فئات المجتمع، وقد يقوم  رجلٌ بهذا الدور، لكن  الاعتماد علی النساء  أكثر، وقد تكون كاسرة الحياء أو كاسر الحياء شخصيةً مغمورةً فتكتسب الشهرة  بعد ما قامت به، ويستمر علی ذلك توظيفها في مزيد من الأعمال الدعائية الترويجية، وقد تكون شخصيةً مشهورة أصلا، فنانة أو إعلامية، أو عارضة أزياء أو بلوجر blogger ، أو إنفلونسر influencer أو يوتيوبر Youtuber، فيتم توظيفهم في  عرض ماهو محظور أو مرفوض من قبل المجتمع؛ لأنه يتعارض مع منظومته القيمية.

وأحيانا تكون كاسرة الحياء شخصية مغمورة وتبقی مغمورة حتی بعد أدائها  العمل المكلفة به، أو تتخفی وتظهر بمظهر آخر في  عمل آخر، وزي آخر وشكل آخر، والغريب أنهم حين يروجون لفعل غريب أو محظور أو مرفوض، تجد أن عملهم يُغطی من قنوات فضائية، ولايلتفت المشاهد حينها إلی  مسألة حضور هذه القناة أوتلك وتغطيتها لهذا الحدث، وبإمكان المتلقي تذكر نماذج كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة ولاسيما في أيام احتجاجات تشرين!!

ولايقتصر كسر الحياء علی القيام بأفعال خادشة للحياء، فقد يكون الفعل متعلقا بالترويج لفكرة  أو نشاط يستهدف الهوية( الدينية أو الوطنية أو الثقافية..الخ) علی سبيل المثال الترويج للحج الإبراهيمي الذي يضرب الهوية الإسلامية ويستهدف ركنا من أركان الدين ويمهد لنسفه، ثم نسف مكانة الكعبة المشرفة ورمزيتها، وحضورها  الواقعي في حياة المسلم، وقد أظهرت قناة الشرقية رجلا وامرأة يحجان الی زقورة أور، ويروجان لفكرة الحج الإبراهيمي الذي تسعی اليه الماكنة الصهيونية، وتريد إشاعته وتطبيقه في العراق  ودول المنطقة عموما.

وفي الحقيقة إن أغلب أفعال كسر الحياء في المجتمع سواء كانت خادشة أم غير خادشة، ترتبط بموضوع واحد أو قضية واحدة تسعی الی تحقيقها المنظومة السلطوية الغربية من أجل السيطرة علی مقدرات الشعوب  عبر تفتيت هويتهم وانسلاخهم من منظومتهم القيمية الأخلاقية، وفي إطار ذلك كله يتم التركيز  علی المرأة، لماذا؟ لأنها أساس الأسرة، فإذا صلحت؛ صلحت الأسرة ونشأت متعافيةً حتی وإن كانت الظروف المحيطة بها قاسية!!

وإذا فسدت المرأة؛ فسدت الأسرة وتفككت، وبتراكم حالات التفكك الأسري، يتفكك المجتمع، وتتفتت هويته ويضعف نسيجه، لهذا تجد هذه الآونة تصاعدا في ترويج المحتوی الذي يمس بنية الأسرة ويغتال أمنها، عبر توظيف كاسرات الحياء، ومن ذلك الترويج للشذوذ والترويج للعلاقات المحرمة، والتحريض والحث علی العنف وغيرها من الموبقات والمحرمات التي من شأنها ضرب الهوية وتفكيك الأسرة والمجتمع، وهنا  أدعو المجتمع كله، وأدعو المؤسسة الدينية وأدعو الدولة ومؤسساتها لمتابعة هذا الاستهداف وردعه ومكافحته؛ فمجتمعنا وعلی الرغم من كل المؤامرات مازال متعافيا محافظا علی قيمه الأصيلة، وإن كان هناك بعض الانحرافات فهي حالات معدودة لايخلو منها أي مجتمع، بلحاظ أنه لايوجد مجتمع ملائكي، وإنما يوجد مجتمع تضبطه القوانين وتنظم سياقاته بالشكل الذي يحرص علی تنميته ووعيه ويحافظ علی هويته وبنائه.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك