المقالات

بين المهندس وعز الدين سليم

1168 2023-05-18

د.أمل الأسدي  ||

 

لا أقصد هنا  كتابة مقال، وإنما وددت أن أتحدث عن مشاهد القلب المترتبة علی زيارة مرقد القائد المهندس في النجف الأشرف، فحين تزور مرقد المهندس، تشعر أن هذا المكان يقع ضمن مشهدية الآية الكريمة((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا...)) سورة الزمر،الآية:73

فالشهداء يحيطون به من كل جانب، وحين تقف في باب المزار،تری أمامك قبر الشهيد" عز الدين سليم " ورفاقه، تتمشی  خطوات فتجد قبور أبطال عملية المنصور بحق المجرم ابن المجرم عدي، ثم تتمشی خطوات فتجد  صورة القاضي الشجاع محمد عريبي، وكأنّ يدا خفية جمعتهم في هذا المكان، ليظهروا وكأنهم في مجلس واحد!!  فتراهم  بقلبكَ متقابلين، متكاتفين، قضيتهم واحدة، ودربهم واحد،  وموقفهم واحد!! وهنا  يحضر أمامك  مشهد المتقين الذين يساقون زمرا إلی الجنة!!

وعليه اختر  لحياتك الدنيا وحياتك الآخرة، الزمر التي يجمعها هدف سام، ويقودها رضا الله تعالی، ويوجهها  إلی الجنة  الموعودة، فلا يمكن للإنسان أن يسير  وحده علی الدوام، ومن دون زمرة!! وإن كانت هذه الزمرة قليلة العدد، وفي المنطق الإلهي الزمر الكثيرة أو التي تعتمد الأكثرية تكون ضالة في الأغلب، كما في قوله تعالی:((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ  إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)) سورة الأنعام، الآية:116

بينما الزمر التي تعتمد سياق النوع والمنهج والمبدأ تكون هي الرابحة الفائزة، فيمنّ الله عليها بمشهدية الاجتماع، وحضور الجماعة، وظلال القلوب، وحلاوة الرفقة، وتقابل الوجوه، وكل فعلٍ من شأنه التخفيف عما تعرضوا له من محن وشدائد في الحياة الدنيا، حينما كانوا قلة تواجه كثرة مستبدة ضالة!

وكما قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام):

(أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله)

وعنه (عليه السلام) أيضا:((عباد الله،إن من أحبّ عباد الله إليه، عبدا أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحزن وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه... فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى)) فهنيئا لعباد الله المتقين هذا الجمع وهذه الجماعة وهذا السياق الرباني.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك