المقالات

بس تعالوا؛ وجع البيت العراقي

1168 2023-05-12

د.أمل الأسدي ||

 

في  حياتنا هناك نصوص خالدة، لها سلطة علی المتلقي وتأثير مستمر  لايبلی مع تقادم الزمن، ومن تلك النصوص؛ نص غنائي مثّل  وجع العراقيين، وعكس حال الحزن القاتم الذي كان يطحن أرواحهم، ويسرق سكينتهم، ألا وهو" بس تعالوا" وهذا النص الغنائي ثلاثي الإبداع، أي لايمكن فصل أحد محاوره عن الآخر، فلايمكن فصل المؤلف عن الملحن، ولايمكن فصلهما عن الفنان المؤدي، فالشاعر "سعدون قاسم" هو الذي أبدع النص وولده من لحظة حزن وبداية فراق موحش، والملحن" كاظم فندي" والفنان" كريم منصور" أحدهم يتمم عمل الآخر ليقدموا سمفونية الوجع العراقي الخالدة.

"بس تعالوا"  جسدت أنين  البيت العراقي، و" نعاوي" الأمهات المفجوعات، إذ كان قدرهن أن يربين أولادهن ويتعبن في رعايتهم، حتی إذا كبروا وصاروا شبانا، ركض خلفهم الموت كوحش بعـثي لايشبع!!

لايرتوي من دمائنا، يركض خلفهم حتی يفترسهم، ويبعثر أحلام الأمهات، ويضيّع سنواتٍ من المحبة والحنان والخوف والتعب والأمل!!

" بس تعالوا" وُلدت مع قدوم السيارات التي تحمل النعوش، فلابد للشيعة من حصص كبيرةٍ ومضمونة من الموت!

ولايكفيهم أن  تخسر الأسرة فردا واحدا!! إنهم يستلذون بعذاباتنا، واحد،  اثنان، ثلاثة، أربعة...

تذاكر الموت مفتوحة، كما وجع الأمهات تذكرة مفتوحة!!

" بس تعالوا" قالها "سعدون قاسم"  معبرا عن فجيعتهم بثلاثة إخوة صادر البعث أنفاسهم، يقول: ما إن رأيت السيارات تحمل النعوش، أحسست أني لي حصة جديدة فيها!!

ثم سمعت أمي تنعی وتبكي مع أخواتي، فدخلت الغرفة وأغلقت الباب وبدأت أكتب وأبكي بوجع" بس تعالوا"!!!ثلاثة  إخوة رحلوا وبقيت ملامحهم محيطة به، محيطة ببيتهم الجنوبي المفجوع!!

نعم...قالها: "بس تعالوا" فتلقفتها كل البيوت، ورددتها كل القلوب التي يقطّعها الفراق!!

بس تعالوا.... وما يجون

رحل الأحبة يا أماه، غادرونا ومازلنا نسمع آهاتهم!!

ماذا فعلوا؟ لم يفعلوا شيئا سوی أنهم ينتمون إلی الإنسان الأجمل، الإمام، علي بن أبي طالب(ع)!!

آه... كل البيوت تنعی بـ "بس تعالوا"

بس تعالوا... "لاحنة ولاحظ ولابخت" يعيدكم إلينا!!

بس تعالوا... مازالت أرواحكم حاضرة بيننا!!

بس تعالوا... "عصابه"  الأم تنوح مثلها

بس تعالوا... عباءتكِ الصابرة العابدة!!

بس تعالوا... "عگال المعدل" يرنو بعينه إلی السماء!!

إلهي، ماذا فعلنا حتی صار نصيبنا أن ننادي: بس تعالوا؟

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك