المقالات

بس تعالوا؛ وجع البيت العراقي

866 2023-05-12

د.أمل الأسدي ||

 

في  حياتنا هناك نصوص خالدة، لها سلطة علی المتلقي وتأثير مستمر  لايبلی مع تقادم الزمن، ومن تلك النصوص؛ نص غنائي مثّل  وجع العراقيين، وعكس حال الحزن القاتم الذي كان يطحن أرواحهم، ويسرق سكينتهم، ألا وهو" بس تعالوا" وهذا النص الغنائي ثلاثي الإبداع، أي لايمكن فصل أحد محاوره عن الآخر، فلايمكن فصل المؤلف عن الملحن، ولايمكن فصلهما عن الفنان المؤدي، فالشاعر "سعدون قاسم" هو الذي أبدع النص وولده من لحظة حزن وبداية فراق موحش، والملحن" كاظم فندي" والفنان" كريم منصور" أحدهم يتمم عمل الآخر ليقدموا سمفونية الوجع العراقي الخالدة.

"بس تعالوا"  جسدت أنين  البيت العراقي، و" نعاوي" الأمهات المفجوعات، إذ كان قدرهن أن يربين أولادهن ويتعبن في رعايتهم، حتی إذا كبروا وصاروا شبانا، ركض خلفهم الموت كوحش بعـثي لايشبع!!

لايرتوي من دمائنا، يركض خلفهم حتی يفترسهم، ويبعثر أحلام الأمهات، ويضيّع سنواتٍ من المحبة والحنان والخوف والتعب والأمل!!

" بس تعالوا" وُلدت مع قدوم السيارات التي تحمل النعوش، فلابد للشيعة من حصص كبيرةٍ ومضمونة من الموت!

ولايكفيهم أن  تخسر الأسرة فردا واحدا!! إنهم يستلذون بعذاباتنا، واحد،  اثنان، ثلاثة، أربعة...

تذاكر الموت مفتوحة، كما وجع الأمهات تذكرة مفتوحة!!

" بس تعالوا" قالها "سعدون قاسم"  معبرا عن فجيعتهم بثلاثة إخوة صادر البعث أنفاسهم، يقول: ما إن رأيت السيارات تحمل النعوش، أحسست أني لي حصة جديدة فيها!!

ثم سمعت أمي تنعی وتبكي مع أخواتي، فدخلت الغرفة وأغلقت الباب وبدأت أكتب وأبكي بوجع" بس تعالوا"!!!ثلاثة  إخوة رحلوا وبقيت ملامحهم محيطة به، محيطة ببيتهم الجنوبي المفجوع!!

نعم...قالها: "بس تعالوا" فتلقفتها كل البيوت، ورددتها كل القلوب التي يقطّعها الفراق!!

بس تعالوا.... وما يجون

رحل الأحبة يا أماه، غادرونا ومازلنا نسمع آهاتهم!!

ماذا فعلوا؟ لم يفعلوا شيئا سوی أنهم ينتمون إلی الإنسان الأجمل، الإمام، علي بن أبي طالب(ع)!!

آه... كل البيوت تنعی بـ "بس تعالوا"

بس تعالوا... "لاحنة ولاحظ ولابخت" يعيدكم إلينا!!

بس تعالوا... مازالت أرواحكم حاضرة بيننا!!

بس تعالوا... "عصابه"  الأم تنوح مثلها

بس تعالوا... عباءتكِ الصابرة العابدة!!

بس تعالوا... "عگال المعدل" يرنو بعينه إلی السماء!!

إلهي، ماذا فعلنا حتی صار نصيبنا أن ننادي: بس تعالوا؟

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك