المقالات

( بغداديات ) ( بالمكلوب )


( بقلم بهلول الكظماوي )

إمام حشرجات و نحيب و بكاء زوجتي و أولادي و هم يحيطون بي فور خروجي من عملية قسطرة للقلب في مستشفى ( سانت لوكاس اندرياس ) في امستردام , لم يكن إمامي إلا أن أقذفهم بنكتة أو لطيفة نادرة من خزائن بغدادياتي التي أنوي أن ارويها للقرّاء الكرام ثابتاً لهم ( لعائلتي ) أني ما زلت أنبض بالحياة , ولا زلت أحتفظ بروح الدعابة و السخرية من الملمات و الصعاب حالي حال بقية أبناء شعبي الذي ما زال قاهراً لكل أنواع المصاعب و المصائب و المحن  متصدّياً لكلّ المؤامرات و تزوير الحقائق و الإرهاب الفكري و البدني .

و بعد مضيّ سبعة أيّام من كسلة الزواج ذهب صاحبنا جلّوب إلى محل عمله ّ و كان قصّاباً ومرّت ساعات ذلك اليوم الطوال بفارغ الصبر على عريسنا , الى أن شارفت الشمس على المغيب فأقفل دكان قصابته ليقفل راجعاً الى بيته .

و ما أن وصل صاحبنا جلوب إلى ( راس الدربونة ) بداية زقاق بيته الاّ و لحق به كلب بعد أن جلبته رائحة اللحم المنبعثة من ثياب صاحبنا جلوب الكصاب .أخذ جلّوب يسرع الخطا مهرولاً إلى بيته طارقاً الباب على زوجته و قد أنساه ارتعابه من الكلب انه اشترط على زوجته أن لا تفتح له الباب الاّ بعد أن يعطيها اسمه .

سمعت الزوجة الجديدة ( العروس ) طرق الباب فقالت ( منو ) ؟ فأجابها جلّوب ( آني ) فقالت له : ( شسمك ؟ ) ما اسمك ؟ وفي هذه الأثناء بدأ يشتد عواء الكلب !فما كان من جلّوب و هو في تلك الحالة من الخوف و الرعب والهلع الاّ أن قال لها :( ولج ملعونة الباب فكّي الوالدين ) أي يا ملعونة الوالدين افتحي الباب !فقالت له : هاي شبيك شجّاك ؟فأجابها : ( ولج مو هذا الحلك فاك عظّة ايريد يجلبني ) هذا الكلب فاتح حلقه يريد يعضني !فردّت عليه : ( مو آني حاطّة الجدر على اجتافي و الولد عالنار ) بمعنى ان يداها مشغولتان فالولد الصغير على اكتافها و القدر على النار !فرد عليها مستغرباً : هاي شبيج أشو انتي هم صار كل مكلوبج بالحجي ! أي انت أيضا أصبحت تتكلمين بالمقلوب .

وألان عزيزي القارئ الكريم :يبدوا أن عدوى ( الحكي المقلوب ) قد وصلت الى اخوتنا في الحزب الاسلامي و الى اخوتنا في هيئة علماء المسلمين , و الذي لم نكن في يوم من الايّام نريد لهم أن يصلوا الى هذا المستوى من الكلام المقلوب .فمليشيا العصابات التكفيرية التي ابادت أكثر من خمسين مسلماً من سكنة حي الجهاد و مثلهم مضاعفاً من مدينتي الصدر و الشعلة يضاف لها منطقة الكسرة , لم يكن الذي أبادهم و قتلهم مليشيا مقتدى الصدر أو جيش المهدي كما ادّعى ذلك الحزب الاسلامي و هيئة العلماء , بل قتلتهم كانوا عصابات قامت بقتل مسلمين من السنّة و الشيعة على حدّ سواء , والقتلة هم التكفيريون الذين لا مذهب ولا دين و لا وطنية أو أخلاق عراقية لهم .

غير انّ المشكلة كلها ان الجماعة ( في الحزب الاسلامي و الهيئة ) قد أصابتهم العدوى من جلّوب الكصّاب و زوجته و ( صار كل مكلوبهم بالحجي ) مما جعل حكيهم ( البالمقلوب ) مادّة دسمة و لقمة حرام تعتاش عليها دائماً قناة العهر و الدعارة ( قناة الخنزيرة ) لصاحبها المجاهد الاكبر اليهودي ( ديفد كمحي ) .الهمّ بجاه حبيبك المصطفى و أهل بيته , وبجاه كل من له جاه عندك العن الاحتلال القذر الذي اتانا قبل اكثر من ثلاثة عقود بعميله حزب البعث القذر , ذلك الحزب الغريب على الشعب العراقي , واتانا اليوم بالغرباء الذين يوفـّرون لهذا الاحتلال الذرائع و يسببون له الاسباب لطول بقائه عن طريق زرعهم الفتن و تفريقهم لأبناء شعبنا لشيع و قوميات و مذاهب وطوائف . الهمّ بحق عزّتك و جلالك افضح كلّ من يفرق صفوف العراقيين و شتت جمعهم واهتك سترهم و دمرهم بقوتك تدميرا انك على ما تشاء قدير , آمين .. أمين .ودمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي .امستردام في 11-7-2006 e-mail:bhlool2@hotmail.com لقطة جديرة بالمتابعة :ظهرت على شاشة قناة الجزيرة المجاهدة جداً جداً لقطة لأمرأة متشحة بلباس الشيفون الاحمر وتضع مكياج و مساحيق تجميل و كانها في ليلة عرسها , وكانت الجزيرة تلتقط لها صوراً لبث همومها و شكواها بأن جيش المهدي قد قتل أفراد عائلتها السنبة رداً على تفجير الحسينية الشيعية قبل ذلك بيومين .

هنا يأتي السوآل :نحن ابناء العراق أهل كرم و نعرف الاصول و نحفظ حقوق الاهل و الجيران و نلتزم بعادات و تقاليد عربية اسلامية تلزمنا ان نعلن الحداد على امواتنا المقربين فضلاً عن اموات الجيران , ولكن يبدوا ان التصوير للمشهد التمثيلي لهذه المرأة قد تم في استوديوهات قناة الجزيرة , ولم يتم على ارض الحقيقة و الواقع , و لهذا ارتكب كاتب السيناريو غلطة عمره , اذ نسي ان يلبس هذه الشابة ملابس الحداد السوداء , فالى ذلك ننبة مجاهدينا في قناة الجزيرة بأن يحبكوا أكاذيبهم هذه في المرة القادمة عسى ان تمر اكاذيبهم هذه على العراقيين الاذكياء .

البغدادية :( جلّوب ) هو اسم صاحبنا العريس الذي توفـّت زوجته الاولى تاركة له طفل رضيع عهد به الى عروسته الجديدة بتربيته , والذي اشترط عليها أن لا تفتح الباب لأيّ كان حتّى وان كان هو ( زوجها جلوب نفسه ) الاّ بعد أن تسأله عن اسمه, فان أجابها فتحت له الباب , والاّ فسيبقى الباب موصداً بوجهه .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك