المقالات

المرجعية في العراق؛ عين على الوطن وعين على الشعب

1291 2023-05-01

قاسم الغراوي ||

 

أشادت منظمة مجلس الاطلنطي الامريكية المعنية بالتحليلات بالمرجعية الدينية الشيعية في العراق والدور الذي تلعبه في "تحسين أوضاع البلاد" من خلال المشاريع التي تقوم بها وتطوير مؤسساتها نحو صيغة قالت انها تمثل نموذجا "نادرا" في المنطقة الشرق أوسطية.

المنظمة اوضحت بحسب تقريرها الذي ترجمته "ان المرجعية الدينية الشيعية هي من بين المؤسسات النادرة التي شُكلت بشكل وطني بعيدا عن التاثيرات الغربية او التدخلات مع تأسيس دول العراق الحديثة".

ان المرجعية الدينية نجحت أيضا في السيطرة على  غالبية الجموع التي تاتمر باوامرها والتي تقلدها وهي ملتزمة بما يصدر عنها وابرزها :

اولا :الدعوة الى الجهاد الكفائي لمحاربة داعش .

والثاني : ضبط بوصلة التظاهرات والوقوف مع الجماهير التي تطالب بالحقوق المشروعة

اما الثالث : فهو الجانب الثقافي في العراق وإقامة الندوات والمؤتمرات الدولية وكذلك بشكل كبير، التوسع الحاصل بالمراقد والعتبات الدينية التي تعود بالعائدات للبلاد وللمؤسسة ذاتها.

المرجعية الدينية في العراق وجدت نفسها مسؤولة ليس فقط عن الزائرين ، بل عن المناطق التي تتواجد فيها تلك المراقد والعتبات الدينية وتمر خلالها مسيرات الزائرين .

الامر الذي جعلها تتجه نحو توفير خدمات في تلك المناطق، حولت من شكلها ونقلتها من مرحلة الى أخرى مثل ما يمكن ان يظهر واضحا في النجف، كربلاء، وسامراء والكاظمية.

إن حملات الاعمار التي باتت المرجعية تنفذها ضمن مشاريع العتبات الزراعية والصناعية وسد الحاجة المحلية وحصولها على موارد كبيرة من عائداتها ضمنت للمؤسسة بحسب المنظمة الامريكية ان تتحول الى "مرجعية عليا للشيعة" وهي تملك اقتصادا ونظاما خاصا بها.

استطاعت المرجعية من بناء المتاحف، والمكتبات والجامعات والمستشفيات والمطابع ورعاية المبادرات الثقافية والعمرانية التي تنفذها داخل المناطق بــ "إلتزام وتفاني عاليين يندر رؤيتهما في القطاعات الحكومية داخل البلاد".

  كما استطاعت المرجعية ان ترعى الأيتام والارامل والعوائل المتعففة وعوائل الشهداء والفقراء وان تقدم الرعاية الطبية على أعلى المستويات للعراقيين بأسعار مخفضة وبوجود اطباء عراقيين وعرب واجانب وإجراء العمليات المعقدة والصعبة وتوفير العملة الصعبة . ولاينسى موقفها في جائحة كورونا حيث اسست لمستشفيات خاصة مجهزة لعلاج المصابين بهذا الوباء في أغلب محافظات العراق   .

ان المرجعية الدينية حققت "نجاحا كبيرا وبدرجات نادرة في العراق بما يتعلق بالتنظيم العالي والتفاني الكبير والانضباط الذي تمكنت من تحقيقه في بلاد ما تزال حتى اليوم خاضعة لنظام المحاصصة وتعاني من مشكلة فساد متفشية داخل مؤسساتها الرسمية" .

هذا النجاح العالي في تنظيم واستخدام الموارد يمثل الان نموذجا شيعيا للإرث العقائدي يحتذى به .

ان المرجعية الدينية وخلال السنوات القليلة الماضية، لم تنجح فقط في إقامة نموذج للانضباط في بلد يعاني من الفساد وتطوير البنى التحتية للبلاد عبر استثمارها مواردها بشكل مباشر نحو تطوير ارثها الثقافي، بل تمكنت أيضا من "الحفاظ على استقلالها"،

فمنذ عام 2003 وحتى اليوم كل التحركات الامريكية المشبوه في العراق قادت بشكل او باخر محاولات الى تفكيك السلطة ومنح القوة لعناصر غير تابعة للدولة، الامر الذي ترك مؤسساتها تحت سيطرة الأحزاب السياسية ومضاربتها بمصالحها ، لكنها عجزت ان تخترق جدار المرجعية.

كانت ولازالت المرجعية صمام الأمان وروح الوطن وموقفها  واضح من تواجد القوات الاجنبية وجلائها ودعوتها الى سيادة البلد واستقلاله واستقراره بعيدا عن التدخلات الخارجية.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك