كوثر العزاوي ||
ويوم تجاسرت يد الغدر والخيانة على أرض البقيع بمحاولةِ درسها وإخفائها، إنما في الواقع قد طالت روضة ومقبرة اختارها الله تعالى وأمر نبيّه باتخاذها مدفنًا للأولياء! ودوحة عابقة بشذى الإمامة، وهذا ماأكدتهُ الروايات التي هي الشاهد والدليل، كما جاء في المستدرك للنيسابوريّ: كان رسول الله "صلى الله عليه وآله" يرتادُ متمنيًا لأصحابه مقبرة يُدفَنون فيها، فكان قد طلب نواحي المدينة وأطرافها، ثمّ قال: أُمِرتُ بهذا الموضع؛ وأشار إلى"البقيع"! ومن هنا يزداد الحرص واليقين بأنّ البقيع مكانًا اختاره الله "سبحانه وتعالى" ليكون دليلًا على أن تربة البقيع قد امتزجت بعبق العصمة وثراها يحتضن الأصول، فلاغرو أن تحضى قدسيتها باهتمام العظماء والأولياء، ومن هنا أشار السيد"هاشم البحراني" في تفسيره البرهان ج ٢- ص٧٦٧. إلى أن للبقيع حق وهو فريضة كما يقول وإنّ الدفاع عن حق البقيع يُعَد واجبًا على كل الموالين لمحمد وآل محمد "عليهم السلام" ويواصل كما ورد في كتابه "البرهان" قائلًا:
وهذا الواجب لا يُستثنى منه احدٌ ابدًا بل هو شاملٌ لجميع الفئات القادرة على الدفاع بكل الوسائل المادية والمعنوية عن تلك القبور التي حوت وتضمنّت الانوار الملكوتية التي منَّ الله علينا بها ، والبيوت المباركة التي أذِنَ الله ان تُرفع ويذكر فيها اسمه، فلا تهملوا تلك القضية او تجعلوها في محل الذكريات المنسية! وإن كان البعض منا لا يتوقع تحقيق تلك المطالب في بناء القبور المقدسة ويراها من المستحيلات فهذا لا يعني إهمال القضية وترك المطالبة بهذا الحق بل يجب التنديد والاستنكار المستمر ليس في يوم الذكرى فقط بل على صعيد السنين كي تبقى القضيةُ حيةً وخالدةً وثابتةً الى الاجيال القادمة حتى ظهور سيدنا ومولانا ووليّ امرنا الحجة بن الحسن "عليه آلاف التحية والثناء" وليعلم الناس أن أئمة البقيع قد ظُلموا في الحياة وبعد الممات ايضًا ، وإن الظلم الذي لحِقَ بهم ليس من جانب اعدائهم فقط بل حتى ممن يحسبون انهم اشياعهم وهم في الحقيقة مقصّرون في إبراز المظلومية التي وقعت على أهل البيت"عليهم السلام".
ومن هنا وجب على الجميع احياء،هذه المناسبة بما يليق بها ورفع الصوت عاليًا ليعلمَ الجميع ان البقيع لنا وسيعود لنا مهما طالت الايام ودارت السنين.
٨-شوال١٤٤٤هج
٢٩-نيسان٢٠٢٣م
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha