المقالات

حوار مع "بوزرجية"


( بقلم سلام السرَّاي )

"لن ادعهم يعودون الى المحطة مرة اخرى ولن اتصالح معهم" تلك هي العبارة التي تفوه بها مدير محطة البنزين والغاز في مدينتنا، اذ كنت واقفا خلف اسلاك المحطة وبيدي (جلكان) فارغ عسى يرأف لحالي احد المنتسبين في المحطة!! ويفيض علينا من بنزينهم، فسمعت العبارة الآنفة الذكر وهي تخرج من فم مدير المحطة كالصاعقة، فهو كان على خصام شديد مع بعض افراد المحطة (البوزرجية)،

وفيما يبدو ان بعض هؤلاء كان لا يلتزم بالقوانين الخاصة التي تصدر عن وزارة النفط!! فهو يسمح للسيارات ذات الرقم (الزوجي) بتزود الوقود في يوم يتزود فيه صاحب السيارة ذات الرقم (الفردي) تاركاً صراخ وعويل-واحيانا صراعات دامية- بين حق (الفردي) وباطل (الزوجي). في تلك الاثناء هرعت مجموعة من الناس الى صاحب المحطة راجين ومتوسلين منه تسوية الخلاف الحاصل بينه وبين (البوزرجية)!! قائلين له:"ان هذه المشاكل لن تنفع الجميع.. اما ترى طابور السيارات الخيالي الراغب والمتمني التزود بالوقود؟!.. فلأجل هؤلاء دع الامور تسير بشكل سلس".. فأجابهم: وانتم اما ترون هؤلاء (البوزرجية) الذين يخالفون تعليمات وزارة النفط بل حتى تعليماتي التي من المفروض تنفيذها؟!. فرفض صاحب المحطة ان يبقى هؤلاء البوزرجية داخل محطته، فطردهم وعيَّن كادرا جديدا حتى سارت امور المحطة بشكل جيد والناس يتزودون منها بكل حرية!!، لكن ما لبثت المحطة اسبوعين حتى شبَّ حريق في داخلها ما ادى الى حرق الاجهزة ومكائن البنزين فضلا عن سقوط العشرات من الضحايا السواق، فأُغلت المحطة الى وقت غير معلوم جعل من الناس اللجوء الى محطات اخرى!!.

في مثل هذه الظروف التي المت بمدينتنا ذهبت الى محطة (الحرية) في منطقة الكرادة وبيدي نفس(الجلكان) فدهشت عندما رأيت الجماعة ذاتها (البوزرجية) التي كانت تعمل في محطتنا!! فأثارتني الشكوك كيف استطاع هؤلاء من العمل هنا؟! وبنفس الطريقة التي كانوا يعملون في المحطة بحرقها و تفجيرها!! علما انهم فصلوا من وظيفتهم هذه،

فأثارني الشكوك بشكل اكبر وقلت في نفسي: هل من الممكن ان يكون ( البوزرجية) هم الذين قاموا بحرق المحطة فذهبت مسرعاً الى البيت ولاني اعرف اثنين من الجماعة التي تدخلت في حل النزاع الذي جرى بين صاحب المحطة و(البوزرجية) فاتصلت بها وأخبرتهما بالأمر فقاما بالتدخل سريعاً الى التراخي مع هؤلاء (البوزرجية) لانهم ممكن ان يفعلوا نفس الأمر في محطات وقود أخرى، اذا ما عورضوا، فعادوا الى العمل في المحطة الأولى بعد ان أصلحها مديرها وتحمل كل الأضرار التي لحقت بها وبالمواطنين ولكني بقيت في ريبة من هذا الأمر متذكراً قول الشاعر:                          فان تكن الطباع ذئب فلا ادب يفيد ولا أديب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك