علاء الزغابي ||
الخطر النفسي والاجتماعي للرسائل النصية (المكتوبة) .
نفسياً ليس هناك أسوء من النقاش عبر الرسائل النصية أو المحادثات الكتابية، فالكلمات بدون نبرات الصوت تصبح أكثر قسوة من الواقع، تغيرت ثقافتنا كثيرا نتيجة للهواتف الذكية، فصار بإمكاننا الاطمئنان على كل ما يشغلنا بمجرد إرسال رسالة نصية إلى أصدقائنا، لا يعبر الناس دوماً عن أكثر المعلومات الحيوية باستخدام الكلمات، وتساعد المقابلة وجهاً لوجه على تحليل السلوكيات الدقيقة للآخرين مثل لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، والتواصل بالأعين، اخطاء تتكرر كثيرا ولها نتائج سلبية كارثية غالبا، الاعتماد على الرسائل المكتوبة بالتفاعل مع الاخرين في تبليغ وجهة نظر او نقاش .
ان الفرق بين الحوار المنطوق الذي يكون حضوري بين شخصين او عدة اشخاص او الفيديوي، وبين الحوار المكتوب الذي لا توجد فيه مشاعر تنتقل سواء كانت ايجابية او سلبية، لاتوجد مع المكتوب نبرات صوت او تعابير للوجه، لا طاقة منقولة متضمنه الحوار وغالبا يكون مشوش وغير واضح، ويفهم بطرق اغلبها سلبية وغير مقصودة يؤدي الى نتائج كارثية وربما تصل للكراهية، بينما النقاشات الحضورية والفيديوية تساعد على اكتشاف الاهتمامات المشتركة بينكما، وهو ما قد يعزز العلاقات، وقد يساعد أيضا على جمع المعلومات الضرورية والوصول الى وجهات نظر متقاربة، عندما تتعامل مع موضوع حساس، المحادثات وجها لوجه تؤدي الى التعبير عن الموقف بفاعلية وتجنب سوء التفاهم، كما تسمح بإظهار تعاطفك وتفهمك بسهولة أكبر، ما يسهل من مهمة الاشتراك في حل المشكلة سويا، ويفضل عدم الاعتماد على النقاشات والحوارات الكتابية.
أسوأ ما في المحادثات الكتابية أنه لا يوجد فيها نبرة صوت ولا لمعة عين، ولا تعابير وجه تتمدد الكلمات لتسبح في بحر ( مكتوب لم يُقصد ) ، ( ومقصود لم يُفهم ) فتبدو أقسى بكثير مما هي عليه في الواقع لتتحول الحروف الصماء من سوء فهم إلى خصام وأحياناً إلى فراق، تجنبوا النقاشات الكتابية واعتمدوا الحوارات والنقاشات وجه لوجه .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha