غانم الطائي ||
عندما يعقد الفلاح والمزارع عزمه على زراعة الارض بمحصول ما،فأنه يقوم بتهيئة الارض من خلال حراثتها وقلع النباتات غير المرغوب فيها بعدها يقوم بعملية الزرع من بذر البذور وتغطيتها بالتراب وسقيها وبعد نباتها يقوم برش الاسمدة من اجل تقويتها وتحفيز على النمو وقلع النباتات الضارة التي ستنمو مجددا مع الزرع وستهاجم هذا الزرع الآفات.
ولابد للفلاح ان يقوم بالحرص على توفير المبيدات وبأشكال متعددة منها بالرش ومنها عن طريق السقي بالماء حتى يتم القضاء عليها.
كذلك عندما يقوم المسلم(والمؤمن خصوصا) بزراعة ارض العمر بالطاعات والعبادات فإنه يقوم بتهيئة نفسه وحملها من خلال مجاهدتها على تحقيق العبودية وقلع الصفات الرذيلة من نفسه ثم يحقق الطاعات التي هي كالبذور (وما كان لله ينمو) وسقيها بالتقو ى والورع وبعد نباتها يقوم بالحرص على عمل المستحبات الشرعية وذكر الله دوما من اجل تقوية العبادة وكذلك تحفيز النفس وحملها على الخضوع وقد تنمو نباتات العجب والرياء والفخر التي ستزاحم الطاعات وتقتلها ...
فلابد من رش مبيد(الاخلاص لله) قال تعالى(وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء.. )سورة البينة الآية ٥،
وبالتالي تأخذ الطاعات في النمو والازدياد حتى تؤتي اكلها وهو الوصول الى مكارم الأخلاق.. قال -تقدس اسمه-( ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)سورة العنكبوت الاية٤٥..
فكما يحرص الفلاح على المبيدات في الزرع كذاك لابد للمؤمن ان يحرص على مبيد الاخلاص الذي يخلص العمل العبادي من الآفات والذبول والموت.
https://telegram.me/buratha