مرتضى مجيد الزبيدي ||
من بين 355 يوما في السنة الهجرية، خصصت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، لاستذكار القدس والقضية الفلسطينية، وسميت بيوم القدس، ولكن ما المعنى من ذلك!
ما الجدوى من هذا اليوم او الاستذكار؟ وماذا عن بقية 354 يوم الأخريات، ليست فلسطين قضية العرب فحسب كما صور الاعلام، بالرغم ان اغلبهم تناساها، جهلا وعمدا وتخاذلا.
بل وليست قضية المسلمين في العالم اين كانوا دولا وشعوب، وانما قضية الاحرار، من مختلف الديانات والطوائف والدول، كما يجب ان تكون، فالحرية ورفض الذل والاغتصاب، لا تخص مجموعة معينة.
فالعجب لمن يأبى الهتاف للقدس ويأبى رفض الظلم ولو بكلمة، والعجب العجيب! لمن يقف مستنكرا للنشاطات والحركات المناصرة لفلسطين، الرافضة لإذلال الشعوب، بالوقت الذي نجد كبار العلماء والمفكرين من مختلف التوجهات وقفوا معها.
العولمة يسرت ووفرت الكثير، فيمكن مراجعة آراء العديد من العلماء فيما يخص القضية الفلسطينية، وأخيرها موقف رجل السلام والمرحلة، السيد السيستاني عند استقباله البابا الفاتيكان، فمن يكونوا اولئك الصغار؟ الذين يرفضون مظاهر التأييد لفلسطين وقضيتها.
رفض الذلة طبيعة بشرية، فكيف يتجرد البعض من طبائع البشر!؟ أما نصرة المظلومين فتأتي بدافع انساني بحت، بغض النطر عن التوجهات السياسية، والكثير من الشعوب العربية لازال متمسكا بقضية فلسطين، رغم السياسات والإعلام المزيف والتشويه والتقييد احيانا.
وشعوب اخرى تعرف المعلومات جيدا، ولا ترفض ظاهرا، بل اكتفت بالباطن بسبب القيود وذلك اضعف الإيمان، اما في العراق عندنا فما زالت بقايا الحرية تهدر رغم سيل الفساد ومازالت بقايا العروبة والانسانية قائمة رغم فقد الروحية الحقيقية، ما يحصل في يوم القدس قد لا يكفي ومؤكدا انه افضل من العدم، ولكن لابد ان يكون ذلك بروحية مختلفة وشخوصا ملهمة بعيدة السياسة، كما ان غرس قيمة القضية الفلسطينية لابد ان يكون متواصلا على مدار أيام السنة.
المباركة لمن تواصل مع هذه القضية المهمة، وكان الموقف واضحا أمامه رغم الغبار والضبابية، ولا عزاء لمن انزعج، واستهزأ بقضية الاحرار بشتى الوسائل والطرق، فالقافلة تسير وال.. "تنبح" ولابد ان نتذكر (لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه)، والحمد لله على بقية بقايا القضية عندنا رغم قلة القادة الحقيقين لها اعلاميا واجتماعيا وميدانيا.. وما زال العراق إنموذجا للإنسانية وقضايا الاحرار إذ أنصف المنصفون.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha