مانع الزاملي ||
التاريخ هو الاحداث التي حصلت عبر زمن منصرم واسباب حدوثها والعوامل المؤثرة فيها، ذاتيا وموضوعيا ،لكل امة او مجموعة او فرد ،
وتاريخنا العربي والاسلامي فيه من العبر، والدروس ما لايحصى، ومشكلتنا الاساس والتي حالت دون تحقيق مانصبو اليه، من نتائج او بلوغنا الغايات سواء كانت تلك الغايات ،اجتماعية، او اقتصادية، او سياسية، هو اننا لم ندرس التاريخ ، التاريخ لاينبغي ان نقرأه او نسمعه من الرواة ، وانما دراسته دراسة فاحصة وتشخيص نقاط الخلل من نقاط القوة ، وان نعي سنن التاريخ ، فلكل شي له سنة ،فالسنة التاريخية هي قضية شرطية ، تربط بين حادثتين ، تؤكد العلاقة الموضوعية، بين الشرط والجزاء ، وانه متى ماتحقق الشرط تحقق الجزاء ، والانسان العادي ، والقائد والمتصدي ، لعمل مهم ان يفعل القانون في كل حالة يرى انه بحاجة الى الجزاء، ويتحكم هو بالشرط ، والقرآن اكد على ضرورة السير في الارض ، واخذ العبرواستخلاص الدروس من هذه السنن التاريخية،والسيد الشهيد الصدر الاول عرض ثلاث صيغ للسنن التاريخية: ماكان منها بصيغة القضية الشرطية التي ذكرتها قبل قليل وصيغة اخرى هي صيغة القضية المحققة الناجزة، ومايكون على نحو الاتجاه الطبيعي ، ويعرض الدين على نحو كونه شريعة ، وبنحو صيغة الاتجاه الطبيعي الذي لايقبل التحدي على المدى الطويل ،كل ذلك هو من سنن الله ، والذي يهمنا هو اننا لم ندرس حالة الاقوام والبلدان التي اهلكها الله ، والاسباب التي ادت الى دمارها ، وبعد الدراسة يقوم المتصدي بالاعتبار واستخلاص الدروس المفيدة ، فأن كانت الحالة حالة سلبية يتم التعرف على الاسباب القريبة، وتجاوزها او تغييرها ، وان كانت حالة ايجابية يمكن الاستفادة منها في تحقيق النجاحات ، وبما اننا دعاة دين واسلاميين ، علينا ان نتحرى الطريق الاصلح من خلال تجارب الامم، والملل التي سبقتنا ، وليس صحيحا ان نحتكم لاهواءنا ، لان فشلنا ينعكس سلبا على سمعة الدين وهوانه وانتهاك قدسيته بنظر المحب والعدو ، ثم ان الفشل ينسبه الاعداء لكل الشريعة وكل المذهب بحجج كاذبة ومفتراة احيانا، وتجاوز على اشرف الرموز واقدسها ، فلو ان شخصا لايتبنى الدين منهاجا في الحياة واحرق الكون كله ، لايتعدى التشخيص هذا الشخص او قومه ، لكن عندما يخون او يسرق او يرتشي المدعي للتدين سيتم توجيه كل هذه الموبقات للدين وللشريعة! وهذه الحالة تتطلب حذرا ووعيا استثنائيا ، لكي ننقذ مقدساتنا من ان تلوكها ألسن السفلة والمنحرفين ، ان الانحراف او الفساد ليس قدر محتوم لا يمكن التحرر منه او علاجه كحالة مستشريه ، والقول ان الفساد حالة عامة لايبرر الجلوس في مقعد التفرج ونحن نقود الدولة ولنا تحالف كبير يقودها !
الواجب الشرعي والعقلي يدعونا ان نحذر سنن الله ، لان الله هو واضع السنن ولامجاملة في السكوت عن الانحراف بحجج غير دينية، او اخلاقية، ونحن نرى اننا نعطي امور غير مهمة كل اهتمامنا ونترك الاشياء التي تدمر وجودنا ، وسمعتنا ، وعدونا يقظ جدا ونحن غافلون جدا مع الاسف ، اليوم تشن علينا حربا ضروس من الاعداء ونحن في موقع دفاع بارد من جميع النواحي !
ان انتظار ان تحصل لنا انتكاسة لا سمح الله لنقول بعدها ان سبب حصولها فلان وفلان عمل غير مجدي ، وربنا يقول ( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) الفتنة او العذاب لايصيب الظالمين وحدهم بل يشمل الجميع والتاريخ روى لنا ذلك وهذه اظهر واوضح سنن التاريخ الذي نحن عن دراسته غافلون ، ان مايحصل من فتن وتحريف وطعن في ثوابتنا العقائدية ، سببه عدم حذرنا وغفلتنا عن دراسة حالة الامم السابقة والحكومات التي قصم ظهرها عدم احترام السنن الالهية والتاريخية .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha